مرحلة جديدة من تنفيس الاحتقان انطلقت مع بدء الحوار بين "المستقبل" و"حزب الله" في مقر رئاسة البرلمان بعين التينة، وهي الجلسة التي رافقها تعتيم إعلامي شامل، إذ فُرضت قيود مشددة حالت دون وصول الصحفيين إلى مكان المفاوضات. كما تشدد طرفا الحوار، إضافة إلى برّي، على عدم تسريب أي تفاصيل من اللقاء إلى وسائل الإعلام.
وفي العاشرة والنصف ليلا، صدر بيان عن المجتمعين أكد فيه الطرفان "حرصهما واستعدادهما للبدء في حوار جاد ومسؤول حول مختلف القضايا، في إطار تفهم كل طرف لموقف الطرف الآخر من بعض الملفات الخلافية، وعلى استكمال هذا الحوار بإيجابية، بما يخدم تخفيف الاحتقان والتشنج اللذين ينعكسان على علاقات اللبنانيين بعضهم مع بعض، وتنظيم الموقف من القضايا الخلافية، وفتح أبواب التشاور والتعاون لتفعيل عمل المؤسسات، والمساعدة على حل المشكلات التي تعيق انتظام الحياة السياسية". وشدد المجتمعون على أن هذه اللقاءات "لا تهدف إلى تشكيل اصطفاف سياسي جديد على الساحة الداخلية، وليست في مواجهة أحد أو للضغط على موقف أي من القوى السياسية في الاستحقاقات الدستورية، بل هي من العوامل المساعدة لاتفاق اللبنانيين بعضهم مع بعض".
وكان رئيس البرلمان نبيه بري قد رحب في البداية بالحضور، عارضا "مخاطر المرحلة التي تمر بها المنطقة ولبنان، التي تستوجب أعلى درجات الانتباه والمسؤولية في مقاربة القضايا المطروحة، والحاجة إلى إسهام كل القوى في تحصين وصيانة العلاقات الداخلية وتنقيتها.
ويرى عضو كتلة المستقبل النائب محمد قباني في تصريحات إلى"الوطن"، أن الإفراط في التفاؤل "أمر غير واقعي ولا يجوز أن نتوقع نتائج فورية، لأن ذلك يعكس تطلعات غير منطقية وغير واقعية، كما أن التشاؤم المطلق له نفس التأثير السلبي، المهم أن الحوار انطلق، ويجب ألا نتوقع العجائب منه، وأول ما يجب أن نتوقعه هو تخفيف الاحتقان في الشارع الذي أخذ طابعا مذهبيا بين السنة والشيعة في السنوات الأخيرة الماضية، وبالتالي ربما كان له تأثير خارج لبنان في بعض المناطق العربية، لكن مجرد حصول هذا اللقاء يؤكد أننا لا نريد التشنج، ونريد استبداله في العناوين التي وضعت في البيان، وهي تخفيف الاحتقان وتنظيم الخلاف واستكمال الحوار وهذا أمر جيد".
وأضاف "الحوار وضع على طريقه الصحيح، لكن يجب الوعي أن هذا الطريق لن يصل إلى حلول للأزمة، بل سيسهم في تحقيق قدر معين من الاستقرار وهذه إيجابية في حد ذاتها".