حذر وزير الخارجية الليبي محمد الدايري من تكرار سيناريو سورية في بلاده إذا لم يتحرك المجتمع الدولي، وقال في تصريحات صحفية أول من أمس: إن ليبيا التي يمزقها انقسام سياسي كبير يهدد بابتلاع حقولها النفطية قد تصبح مثل سورية إذا لم تتوحد حكومتها المنقسمة وتتلقى المساعدة للتصدي للميليشيات المسلحة.

ويمثل الدايري الحكومة المعترف بها دوليا في شرق ليبيا، والتي تخوض صراعا يتزايد عنفا على السلطة مع ميليشيات فجر ليبيا التي سيطرت على العاصمة طرابلس في أغسطس الماضي.

وأوضح الدايري أنه "إذا لم نفعل الشيء الصواب الآن فقد نشهد خلال عامين تكرارا لما حدث في سورية عام 2014، لأن المجتمع الدولي لا يتحرك على نحو ملائم".

وحول سؤال عما إذا كان يشعر بالقلق من أن ليبيا لا تحتل مكانة بارزة في قائمة أولويات الرئيس الأميركي باراك أوباما قال وزير الخارجية الليبي "أشعر بالقلق حقا من ذلك". وأضاف أنه تحدث خلال جلسة في الأمم المتحدة في نيويورك يوم الجمعة الماضي، واجتمع مع مسؤولين في واشنطن "للفت انتباه المجتمع الدولي إلى تنامي أخطار الإرهاب الدولي في ليبيا وضرورة التصدي له". وأكد الدايري مجددا التزام حكومته بمحادثات السلام مضيفا: "غني عن القول أن العملية ستكون صعبة".

ومن جانبه أبلغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا برنادينو ليون مجلس الأمن الدولي أول من أمس بأن الفصائل المتنافسة في ليبيا اتفقت بشكل مبدئي على عقد جولة جديدة من محادثات السلام أوائل العام الجديد.

من ناحية ثانية أعلنت الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الدائم لليبيا (لجنة الستين) أمس نتائج أعمال لجانها الأولية بالتزامن مع الذكرى 63 لاستقلال البلد، في الوقت الذي اقترحت أن يكون نظام الحكم نيابيا يقوم على مبدأ التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة.

ورأت الهيئة التي نشرت تقارير عمل لجانها النوعية الثماني عبر موقعها الرسمي على الإنترنت أمس أن تتكون السلطة التشريعية في البلد من مجلس للنواب وآخر للشورى، فيما تتكون السلطة التنفيذية من رئيس للدولة إضافة إلى حكومة، لكنها اقترحت أن تكون الحكومة هي الهيئة التنفيذية والإدارية العليا.

يذكر أن لجنة الستين نظرا لعدد أعضائها مقسمة مثالثة بين أقاليم برقة "المنطقة الشرقية"، وطرابلس "المنطقة الغربية" وفزان "المنطقة الجنوبية الغربية" بغرض صياغة دستور جديد للبلاد.

وفي سياق آخر أعادت السلطات التونسية أول من أمس فتح المعبر الحدودي مع ليبيا رأس جدير الذي أغلقته ليلة الخميس الماضي في إطار الاستعدادات للانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الأحد الماضي.

ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن مسؤول في الجيش التونسي أن الأوضاع الأمنية جيدة والتعزيزات العسكرية لا تزال في مواقعها بالمعبر وإداراته وعلى طول المنطقة العازلة والحدود الجنوبية الشرقية.

واشنطن: رويترز