لا نخرج من قضية حتى ندخل في أخرى. وكأن هذا المنتخب موعود بعدم الاستقرار. إبراهيم غالب يسكب المزيد من الزيت على نار المنتخب التي هي مستعرة أصلا. يخرج فضائياً بعد خيبة أستراليا ليتحدث عن تدخلات ويجزم بذلك. إذًا مزيدا من الزيت يا غالب!.
قالها قبله عبدالرزاق أبوداود ولم يشر بأصبعه إلى المتسبب. وكررها غالب ثم ذهب إلى منزله وترك النار خلفه تبحث عمن يطفئها.
منذ سنوات وحكاية الرجل الخفي في الرياضة السعودية تسرد كل يوم، أصبحت "حدوتة" للكبار والصغار. تحول معها هذا "البعبع" الذي يهدد استقرار المنتخب ويحطم آمال جماهيره ويجهض أحلام مسؤوليه إلى قصة طويلة يرويها الجميع من دون أن يكملوا نهاياتها. غالبيتهم يتحدثون عن رجل خفي استمر صامدا لسنوات يقاوم كل شيء "ويتشبب" عند كل مشاركة للمنتخب.
لماذا لم يكمل أبوداود وغالب والدعيع وغيرهم كثير تفاصيل هذه الحكاية. كلهم توقفوا عند الفصل الأخير من الرواية التي يجب أن تنتهي بمعرفة "البطل".
هذا الرجل الخفي هو اختراع سعودي نعلق عليه إخفاقنا ونترك للقارئ "المشجع" يكمل بقية القصة حسب رغبته وميوله. هل هي قصة حقيقية ومن رواها لا يستطيعون أن يكملوها خوفا من سطوة هذا المخلوق العجيب.. هل ..وهل ..وهل. أسئلة كثيرة تبدأ وتنتهي عند الفصل قبل الأخير من القصة.
المؤكد أن المتلقي جاهز تماما لتقبل القصة ويعتبرها من رموز المشاركات الوطنية، فهي مثل شارة الكابتنية التي يرتديها قائد المنتخب ومثل ترديد النشيد لا يمكن أن يغيبا عن أي حضور سعودي في أي محفل تنافسي. الغريب أن هذا الرجل الخفي لا يحضر وقت الانتصارات. لأنه اختار أن يكون بطل رواية النكسات.
فواصل
ـ لا أعلم ماذا قررت لجنة الاستئناف في قضية سعيد المولد، لكن الشيء الأكيد أن لجنة البرقان فتحت عينا وأغلقت الأخرى عند قراءة أوراق القضية. أثق تماما أن مطالب اللاعب شرعية، فهو لا يبحث عن أكثر من تحقيق العدالة واحترام رغبته ورفع الظلم عنه، وهي المطالب التي فقدها في لجنة الاحتراف. فإن وجدها في الاستئناف فأهلا وسهلا بالعدل، وإن كان غير ذلك فسيأتي من مكان آخر. ولكن الشيء الأكيد الذي أثق فيه وأكتبه قبل أن أعرف رد الاستئناف هو أن سعيد المولد لن يلعب للاتحاد حسب القانون. ولن يجرؤ أي شخص أن يخرجه من بيته ويذهب به إلى نادي الاتحاد.
ـ تتغير مواقفهم حسب المصالح ويبقى "العميد" محمد الدويش ثابتا في كل المواقف.