تقول الإحصاءات الرسمية: "إنه في منطقة "قصيم الزمان" وحدها تم بناء (266) مدرسة في الفترة من عام 2000ـ 2007م، فيما لم تتجاوز المدارس المبنية في بعض المناطق الأخرى عدد أصابع اليد الواحدة"! ياللهول! هل هناك أوضح من هذا دليلاً على أن "وزارة التربية والتعليم" تمارس "المناطقية"، وتميز بين "المركز" و"الأطراف"؟ و...لحظة ...لحظة لو سمحتنتم.. ليس "للمناطقية" أي دخل في هذا التفاوت "الميتافيزيقي"! و"الوزارة" بريئة ـ هالمرة ـ من "التمييز"، براءتها من "دم يوسف" الذي كتبت به "بعض" المقررات! والمسؤول الأول، والأخير، و"النص نص" عن ذلك هو: "صالح بن عبدالله التويجري"، المعلم والمربي والإداري "الرمز"، الذي تقاعد مديراً عاماً "لإدارة التربية والتعليم بمنطقة القصيم"! وهو من وجهاء المنطقة "المتفق عليهم" حباً واحتراماً، وينتمي "إدارياً" إلى الجيل الذهبي لوزارة "المعارف"! وقد بدأ حياته بمشكلة "بيروقراطية"؛ حيث أنهى دراسته الجامعية، وليس في النظام ما يسمح بتعديل مستواه، فلم يكن أمامه ـ هو ودفعته ومنهم الإعلامي والمؤرخ القدير الدكتور/ "عائض الردادي"ـ إلا "خالد بن فهد بن خالد"، وكانت "البيروقراطية" في وقته "سحلية" صغيرة ـ لا "فقمة" مترهلة ـ يسحقها دائماً بعبارته الشهيرة: "طيب.. وأين المشكلة؟!"

وإنجازات "التويجري": "أعُدُّ منها ولا أُعدِّدُها" ـ كما يقول الزميل "الصداديقي"/ "أبو الطيب الكذاذيبي" ـ تأسيسه للمعهد الزراعي ببريدة، حيث تخرجت أجيال من الكوادر الوطنية، تختلف في التخصصات الدراسية، والاتجاهات الوظيفية، وتأتلف على حب هذا "الصالح"!

ولكن كيف استطاع تحقيق ذلك الرقم "القياسي"، علماً بأن الوزارة لم تكن تفرق بين المناطق في اعتماد المشاريع؟ ولم تكن "وزارة المالية" تخص منطقة عن أخرى، و"السيول" شهودٌ عدول، على تسمينها جميع "الفقاقيم" البيروقراطية دون تحيز؟

الأمر هيِّن ـ كما يقول "أبو أحمد" في لقاء تلفزيوني أجراه الزميل/ "سالم العمري" للثقافية السعودية ـ إذ كانت الوزارة تعتمد عدداً معيناً من المشاريع لكل إدارة، في كل ميزانية، فإن أنجزت الإدارة ما اعتمد لها زادتها الوزارة في الميزانية التالية، وإلا "رُحِّل" الرقم دون زيادة! بمعنى: أن "الإنجاز" يتوقف على همَّة "سعادة المدير"! فكان "صالح التويجري" يتفق مع المقاولين بجاهه ـ وهو"ماركة مسجلة" في المنطقة ـ على العدد "المتوقَّع" قبل أن تصدر الميزانية، فلا يمر شهران من صدورها إلا وقد سددهم، وطلب من الوزارة اعتماداً جديداً، فيما تستغرق الإدارات الأخرى "شهووووراً" لاعتماد المناقصات، ولا تهم بالتنفيذ إلا مع انتهاء الميزانية المعتمدة، و"هات يا ترحيل"!

وقد توج إنجازاته بأن جعل من هذا الفكر "الفردي" سياسة عملية جماعية، يسير عليها تلاميذه الحاليون في الإدارة ـ وعلى رأسهم "فهد الأحمد"، ومساعده "سليمان الفايز" ـ بإخلاصٍ مشهود!