"كاره لنفسه" مصطلح تحقيري، شاع استعماله في اليهودية ليوصم به كل من يحمل مشاعر معادية لليهودية، أو يوافق من يحمل ذات المشاعر، أو يشارك في عمل مناهض لهم. وعلى الرغم من جنوح هذا المصطلح للعنصرية في العصر الحديث، ومع الفارق الكبير بين الإسلام واليهودية إلا أن كره الذات أو كره النفس حسب الاصطلاح التاريخي لم يعد مقتصرا على اليهودية فحسب، فحولنا كثيرون ممن يكرهون ذواتهم ومعتقداتهم وطقوسهم العبادية الإسلامية، ويحاولون نقضها أو التخلص منها، بحيل كثيرة، وطرق ملتوية، كالشك فيها أو البدء بنقدها بشكل غير منطقي، تمهيدا لتفنيدها وإنكارها. بل إن حالة الكره للذات تصبح أحيانا أكثر استشراء عند البعض، خاصة وأن للكره أيديولوجية واحدة وأسسا مشتركة ينطلق منها في كل زمان ومكان. حيث يتشعب في كل الاتجاهات ليصل إلى كره الانتماء المذهبي فالاجتماعي، وما ذاك إلا نتيجة طبيعية لشعور ملازم للفرد بالنقص والدونية، ينتهي به إلى كره ذاته، وكل ما حوله، وتتشابه ردود المجتمعات تقريبا على الخارج عن النسق المقبول والمعادي له فتقابله بالازدراء والاحتقار.