رغم قصر فترة إجازة منتصف العام إلا أن مساحة الحل والترحال متاحة للسعوديين والمقيمين بيسر وسهولة وفي أجواء آمنة مستقرة مع وفرة الوجهات السياحية وتعدد البيئات الجغرافية والمناخية.
لا أتحدث عن التكاليف المتوقعة للرحلات العائلية السياحية في هذه الفترة بالذات فالعاقل خصيم نفسه، والمفروض أن يمد الإنسان قدميه "على قد اللحاف"، إذا أراد السلامة من المجاهرة بالمعصية ومن قروض البنوك ومن كذبة "الهياط" ومن خداع النفس الأمارة بالسوء، ولا أتحدث عن معوقات التنقل من ندرة مقاعد ناقلنا الرسمي الذي لا يوفر مقاعد ولا يسمح بالاستثمار الفعلي في هذا الجانب، ولن أتحدث عن شبكات القطارات المنتظرة من الوزير الجديد، بل أتحدث عن هذه البيئات الجمالية المتعددة وهذه الوجهات السياحية العائلية المغرية بين سوق عكاظ الشهير وتراث مناطق البلاد والبرامج المصاحبة، وهذا الحضور اللافت للأمانات والبلديات والأجمل والأحلى من كل هذا وذلك "زيارة أطهر بقاع الدنيا" ففيها الغذاء الروحي وفيها الاستقرار النفسي وفيها مكتسبات دنيا ودين ولله الحمد.
كل الكلام السابق لا يتوقف عنده عشاق السفر والهجولة الخارجية موهمين أنفسهم بسياحة مختلفة رغم أن المناطق التي ذهبوا إليها لا يوجد فيها إلا المجمعات التجارية ولدينا مثلها وأفضل، ولكن "هياط" الفشخرة يسوق للسياحة الخارجية على حساب السياحة السعودية الداخلية الآمنة، ويسرب مليارات من الريالات، وقد يخسر عشاق السفر للخارج ما هو أهم من المال!
رفع عدد طائرات أسطولنا الجوي، وفتح المجال أمام شركات طيران سعودية وخليجية، وإنشاء شبكة قطارات تربط طول البلاد بعرضها مع عواصم دول مجلس التعاون الخليجي، ستعيد تدوير مليارات من الريالات داخل الوطن، وستحول السوق السياحية الداخلية إلى استراتيجية وطن تدعم مصدرنا الاقتصادي الوحيد، وتجذب لنا أشقاءنا أهل الخليج.