اقتربت عربات قطار الحرمين من الدخول إلى الخدمة بعد وصولها بحرا إلى ميناء جدة الإسلامي أمس، تمهيدا لاستقرارها على المسارات المخصصة لها في الجزء الشمالي من المشروع، الواقع بين رابغ والمدينة المنورة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
يشار إلى أن مسار القطار حاليا يشهد ورشة عمل للمرحلة الثانية، التي تبلغ كلفتها سبعة مليارات دولار، ويتم فيها تركيب قضبان القطار ومحطات الكهرباء واستكمال محطتي القطار بالمدينة المنورة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، ويتكون كل قطار من 13 مقطورة للركاب.
ويعد قطار الحرمين من أحدث القطارات السريعة، إذ تتوافر به جميع وسائل السلامة، وتنفذه 14 شركة، منها 12 إسبانية وشركتان سعوديتان.
وبحسب أحد المشرفين الميدانيين في موقع العمل بمحطة القطار الرئيسة بجدة -فضل عدم ذكر اسمه-، فإن مشروع القطار السريع عبارة عن خط سكة حديد كهربائية، يربط بين منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورا بمحافظة جدة بطول 480 كيلومترا.
وذكر المشرف أن قطار الحرمين يمتاز بالسرعة العالية التي تزيد على 300 كيلومتر في الساعة إذ يقطع المسافة بين مكة وجدة في نحو 25 دقيقة، ويقطع المسافة بين المدينة المنورة وجدة في ساعتين.
وأفاد المشرف بأنه جرت ترسية المرحلة الثانية على توريد وتركيب القضبان الحديد وأنظمة الإشارات والاتصالات ونظام كهربة الخطوط وتوريد قطارات الركاب بعدد 35 قطارا ومعدات الصيانة، فيما تم إنجاز نحو 90% من أعمال بناء المحطات البالغ عددها خمس محطات سلمت إلى مقاولين، ويجري العمل حاليا في أربع منها في جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، فيما أجلت المحطة الخامسة لتنشأ ضمن مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد.
وقال "هذا المشروع سيحقق نقلة نوعية وحضارية في وسائل النقل داخل المملكة، وسيسهم في خدمة سكان المدن التي يمر فيها، عبر تيسير خدمات نقل سريعة وآمنة بين تلك المدن، ويتمثل النشاط الرئيس للمشروع في نقل الركاب الذين يمثل غالبيتهم الحجاج والمعتمرين، ويتوقع أن يصل حجم النقل السنوي للمشروع إلى ما يزيد على ثلاثة ملايين راكب، إذ أشارت الإحصاءات الموسمية للحج إلى نقل أكثر من ثلاثة ملايين حاج على الطرق السريعة ما بين مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة".
وذكر أن ائتلاف الشعلة الإسباني المكون من 14 شركة سعودية وإسبانية، ينفذ حاليا المرحلة الثانية من المشروع، وما يتبعها من معدات الصيانة، إضافة إلى تشغيل وصيانة المشروع مدة 12 سنة، وفقا لمفاوضات جرت بين فريق شُكل من خبراء ومسؤولين من وزارة النقل وصندوق الاستثمارات العامة والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية ومستشارين دوليين وائتلاف الشعلة الإسباني، وتم اعتمادها ضمن وثيقة أعمال المرحلة الثانية من المشروع ومن أهمها تنفيذ المشروع بمبلغ 30 مليارا و815 مليون ريال، وتأمين 35 قطارا مع كل قطار 13 عربة، منها عربة للدرجة الأولى وأخرى للمطعم مزودة بالمرافق الصحية.