كشفت مصادر صحفية لبنانية أن الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله سينطلق مساء اليوم في "عين التينة" تحت رعاية رئيس مجلس النواب، نبيه بري، مشيرة إلى أن الخطة الأمنية للبقاع يمكن أن تكون مدار بحث واتفاق في الحوار. وأضافت المصادر في تصريحات إلى "الوطن" أن جدول أعمال الحوار مفتوح على سائر المواضيع، مع استبعاد ملفي الأزمة السورية وسلاح المقاومة. مشيرة إلى أن بري سيستقبل المتحاورين قبل أن يدعهم يكملون حوارهم. ومن المقرر أن يشارك نادر الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق، والنائب سمير الجسر، كممثلين عن تيار المستقبل، يمثل عن "حزب الله" حسين الخليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله. وعن حركة "أمل" الوزير علي حسن خليل".
ولإتاحة الفرصة أمام المتحاورين لأخذ فرصتهم كاملة، قرر مجلس الوزراء أن تكون جلسته التي ستعقد بعد ظهر اليوم مختصرة، لإفساح المجال للوزراء المشاركين في الحوار للانتقال من السرايا إلى عين التينة".
وفيما الترقب سيد الموقف لموعد انعقاد جلسة الحوار الأولى في الساعات المقبلة، طرأ تطور مهم على قضية العسكريين المختطفين، حيث تم تكليف نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي بالوساطة مع الخاطفين، وأعلن الفليطي أنه قام بزيارة جرود عرسال وقابل قادة من "داعش" وافقوا على تكليفه، ونقل رسالة من التنظيم إلى المعنيين في الحكومة وهو بانتظار الرد.
وكان رئيس بلدية عرسال علي الحجيري قال في تصريحات صحفية "إنه سمع من الفليطي كلاماً إيجابياً، لن يفصح عنه الآن. ويمكن أن تشهد الساعات والأيام المقبلة بشائر إيجابية لا ينتظرها أحد، مشيراً إلى احتمال الإفراج عن بعض العسكريين خلال الساعات المقبلة.
وعلى خط الحراك الدبلوماسي، أثار رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني حفيظة كثير من اللبنانيين خلال زيارته بيروت قادماً من دمشق، حيث قال في محاضرة ألقاها في كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية "هناك بعض التيارات التي تعد فاعلة أكثر من الدول، مثل حزب الله، وحماس، حيث تلعب دوراً إيجابيا في المنطقة".
وتعليقاً على ذلك، قال عضو الأمانة العامة لتيار 14 آذار والمحلل السياسي نوفل ضو في تصريحات إلى "الوطن": "موقف لاريجاني يعكس السياسة الإيرانية في المنطقة، التي تقوم على محاولة تقوية الميليشيات التابعة للحرس الثوري على حساب منطق الدولة". مضيفا "عندما تتمكن إيران من الإمساك بالدولة من خلال المؤسسات الدستورية فهي تقبل بذلك، وعندما لا تتمكن فهي تعطل المؤسسات وتقوي حزب الله في لبنان، والميليشيات المشابهة له في سورية والعراق وغيرها". في سياق منفصل، وجه مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية"، العميد المتقاعد وهبي قاطيشة اتهاماته للنظام الإيراني بالتسبب في الأزمة التي يعيشها لبنان حالياً، مشيراً إلى أن تدخلات طهران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة أسهمت في تأجيج أوضاعها. وقال "ما يسمى بالهلال الإيراني انكسر بعد توسع "داعش" والنصرة في المنطقة، خصوصاً في العراق وسورية، والنظام السوري الذي سيأتي عقب رحيل نظام الرئيس الأسد لن يكون تابعا لإيران، مما سيمنعها من الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط عبر العراق وسورية".