بعد أن حصل على المركز الثاني في ترتيب الكرة الذهبية تحدث ميسي قائلاً: "جميل أن أكون عاما بعد عام هنا كواحد من أفضل ثلاثة لاعبين على مستوى العالم، إنه شيء عظيم لكن تبقى الألقاب الجماعية أهم وأتمنى أن أفوز بالكثير منها".
كريستيانو رونالدو يفوز بالكرة الذهبية ويقول: "لم أصل لميسي بعد، عليّ العمل أكثر".
الجميل في هذه التصاريح لنجوم يتنافسون على سدة المجد هو هذا الطموح المتسامي والذي لايقف عند حد معين، والإيمان التام بأن المجموعة أهم وأنها الأساس في النجاح.. هي تصريحات تنم عن ثقافة رياضية وفكر عال.
على الجانب الآخر، يقول يونس محمود بعد خسارة منتخبه أمام اليابان: "الخسارة كانت متوقعة والنقاط لم تكن في حساباتنا للفروقات الواضحة بيننا وبين اليابانيين لكن سنواصل حتى نصل للنهائي".
في المقابل أسامة هوساوي ووليد عبدالله يتحدثان عن العودة بكأس البطولة الآسيوية قبل بدايتها رغم كل الظروف، وبعد الخروج من الباب الصغير ومن الدور الأول يقولان: "قدمنا بطولة جيدة، لم نكن مرشحين، تغلبنا على ظروفنا وقدمنا صورة طيبة، تطورنا كثيراً!".
هذا التفاوت والفرق بين تصريح اللاعبين يعطي تصوراً عن ثقافة اللاعب وتعاطيه مع الأحداث واحترامه للجماهير، فالتصاريح ليست فقط كلاماً إنشائياً يردد بلا مدلولات وبدون الاستناد على ثوابت، إن كان يملك طموح البطولة وهو حق مشروع كان عليهما أن يتأملا المشهد وأن يتزنا في الطرح حتى يتوافق مع الواقع قبل البطولة.. أما تصريح يونس محمود فهو قمة في التناقض، كيف تؤمن بخسارتك أمام اليابان وتملك طموح الوصول إلى النهائي هل نسي أن البطل لابد وأن يهزم الجميع!.
هل فكر بأن عظمة الأهداف والسعي من أجل تحقيقها كفيل بقهر كل الصعاب؟، هل يعتقد أن المتلقي الذي سمع بداية التصريح سيثق بمنتخب يتحدث قائده بهذه الانهزامية؟.
نحن نتابع، ونستمتع بالنجوم العالميين وأدائهم لكننا لم نفكر بكيفية الوصول إلى مستويات متطورة، ونعتقد أنهم خلقوا هكذا أفضل منا خلقوا أبطالاً ونجوماً، والحقيقة أنهم بدأوا وتكونوا ليصبحوا أبطالاً وتدربوا وتعلموا وتطوروا من أجل هذا.
إن صناعة الأبطال وبناء الشخصية وصقلها للتعامل مع الظروف المحيطة ودمجها في الأهداف ورفع مستوى الطموح كفيل باختصار كثير من المسافات والذهاب بعيداً مع أحلامنا نحو الإنجاز.