- حين يكون المتاح أقل من المطلوب، والإمكانات أدنى من المتطلبات، وحجم الدعم المادي أضعف مما يتوقعه الأباعد، يكون النجاح مضاعفا. وهذا ما كان في ملتقى جائزة السنوسي.
- في "جائزة السنوسي"، كانت القلوب واسعة سعة الكون، ومحبة كقلوب الطيبين، ومرحبة كأرواح الكرماء؛ ولذا ذابت كل أسباب النقد في ماء النقاء، وتلاشت السلبيات في فضاء من الجمال الإنساني، ونجح المنظمون على الرغم من قلة ذات اليد.
- الشاعر محمد إبراهيم يعقوب، كان يقسم نفسه بين أن يكون: مشرفا عاما على الجائزة، فيوجه ويضع الخطط والبرامج، وسائقا خاصا لمن احتاجه من الضيوف، وفي البون الشاسع بين المهمتين ما يدل على أنه يعمل ليعمل، لا ليُقال عنه إنه عمِل، وأن هدفه يتجاوز الشخصيّ "الترزّزي" المناصبي، إلى الأسمى، وهو خدمة جائزة ثقافية يستحق من سميت باسمه أن يكون رمزا.
- خديجة ناجع، وبنيّاتها الرائعات، كن – كالعادة – عبق الملتقى، وممثلات ثقافة المكان، وموزعات فله وكاديه وأطيابه، التي تشمها الأرواح قبل القلوب.
- عبدالعزيز الريثي، والشاعران المميزان: عبدالله عبيد، وإبراهيم مبارك، والفوتوجرافي أحمد السبعي، وشباب آخرون، نفخوا الروح في كل شيء، وكانوا أنموذجا للشباب القادرين على إدارة ملتقى ثقافي بأبسط الأدوات، وأقل الإمكانات.
- أدباء جيزان وأكاديميوها وشعراؤها الكبار، الذين كنا نتوهم أن بعضهم على خلاف مع المشرف العام على الجائزة، حضروا، وتفاعلوا، وأسهموا في العمل، وفعلوا كل جميل من أجل إسعاد القادمين، وإنجاح الملتقى، فكان مع الجميع: عمر زيلع، وحسن حجاب الحازمي، وعبدالرحمن موكلي، وأحمد السيد، ومحمد حبيبي، وموسى محرق، وحسن الصلهبي، والحسن مكرمي، وإبراهيم زولي، وشقراء المدخلية، وفاطمة عطيف، وصالح الديواني، وحسين النجمي، وعبدالله مفتاح، ومجلي كريري. وفي حضور هؤلاء وغيرهم من أدباء جيزان، دليل على أن الود هو الرصيد الباقي، وأن الخلافات كانت حول صلاح العمل الثقافي، لا حول إفساده بذريعة الإصلاح، فضلا عن أن في مثل هذا الحضور عبرة لمن يقاطع المناشط متذرعا بوجود خلاف شخصي أو مبدئي، مع المنظمين، أو المؤسسات. فشكرا لأدباء جيزان على هذا الدرس "الثقافي الأخلاقي" التطبيقي المجاني.
- وعلى الرغم من النجاح بالصدق وحسب، إلا أنني أزعم أن الجائزة تحتاج إلى جهة قادرة: ثقافية، أو أدبية، تتبناها، وتكون مظلتها، وتصوغ لوائحها، ولا أرى في جيزان سوى جامعتها المميزة والمنفتحة والمتفاعلة مع المكان بمكوناته كلها، أو ناديها الأدبي في حال التزمت وزارة الثقافة بدعم إضافي خاص بالجائزة، ولعل في حضور الشاعر الجميل أحمد قران الزهراني، ما يدعم فكرة إيجاد الدعم، وهو "شيخ شمل الأندية". وفي الحالين يتحتم أن تُحفظ لصاحب فكرة الجائزة، وموجدها، الشاعر محمد يعقوب حقوق الاجتراح والتأسيس وبدء التنفيذ.
- لن أكتب عن معاني حضور الشعراء: محمد زايد الألمعي، والعماني حسن المطروشي، وجاسم الصحيح، ففي هذه الأسماء ونتاجها وتاريخها ما يكفي من الدلالات.