الأذن الخليجية في الغالب لا تميل إلى أي أغنية، قبل أن تدغدغها الأغنية، بكلمات غزل معسولة.

شعر الغزل هو القرش الرنان في سوق الأغنية الخليجية، فشريحة واسعة من المجتمع الخليجي، تبحث عن أي دفء عاطفي، حتى لو كان ذلك من خلال كلمات غنائية ركيكة.

الدور الحقيقي والمطلوب من الأغنية، أن تشكل الوجدان الفني العام لدى المتلقي، وأن تغذيه تغذية فنية وذوقية متزنة، ولكن الأغنية الخليجية، تحشو الأذن، بغزل رديء.

استوقفتني تجربة رائعة، خرجت من مربع الغزل الصغير الضيق، وكسرت صندوق التوقع، عندما تناولت الأم كقيمة، والأم كعاطفة.

الشاعر عبدالله عطية الخزمري، في قصيدته المُغناة "يمّه يمّه"، أعطى تجربة حية وناجحة ومؤثرة، لوصول الألوان الشعرية الأخرى ونجاحها، ومنافستها ومزاحمتها للون الغزل.

"يمّه يمه، يمه يمه

يا عظيمه، يا عزيزه

يا كريمه، يامهمه

والله إني قد ما أكبر

أحلم ببوسه وضمه"

الأغنية هذه، تقدم الحب والعاطفة والتغزل أيضا، في قيمته العليا، المتجهة إلى الأم، وسط سوق غنائي كبير، مليء بدكاكين الغزل الممجوج.