طبيعي جدا أن يخرج المنتخب من الأدوار التمهيدية في كأس آسيا 2015 في أستراليا، وهو امتداد لخسارته على ملعبه ووسط جماهيره في خليجي 22 بالرياض.
وقد يستمر هذا الحضور الضعيف خلال تصفيات قارة آسيا لكأس العالم المقبلة إذا ما استمرت برامج إعداد المنتخب بهذه الصورة الهشة التي لاتحقق آمال وتطلعات وطموحات جماهير الكرة السعودية.
هذا جانب، لكن الجانب الآخر نطرحه بصيغة سؤال: إلى أين نحن ذاهبون؟
وسط مرحلة تركض بنا للمجهول، ووسطنا الرياضي محاصر بالتعصب والكراهية والتشكيك والإرباك والميول.
يجب أولا أن نعمل على (تفكيك) هذه المفردات وتفريغها من محتواها السلبي بعد أن كثر الضجيج خصوصا من قبل كتاب الرأي وضيوف البرامج الرياضية، في وقت يفترض أن يقودوا مسيرة التنوير ويعمقوا ثقافة الاعتدال ويحسنوا لغة التخاطب والحوار الموجهة للجيل الجديد الذي أصبح يلتقط كل شيء بمعانيه ومفاهيمه الخاطئة دون أن يحرص هؤلاء على أن تعكس وتتضمن لغتهم مضامين تتعلق بالتربية والوعي والثقافة والسلوك، حتى لايذهب القراء والمشاهدون إلى سوء الظن ويصنفون بعض الكتاب وبعض ضيوف البرامج الفضائية بأن لغتهم شرسة تعكس ربما شخصياتهم وحجم رصيدهم من التعصب والميول والضجيج والاحتقان وخطابهم المملوء بالإيماءات والإسقاطات والمراوغة والمقاربات المتناقضة.
هذه الدائرة التي يتسع حجمها يوما بعد آخر وتتضاعف مردوداتها السلبية تحتاج إلى حسم حتى لا يكون خروج منتخبنا من الأدوار التمهيدية لكأس أمم آسيا الحالية داخل بعض البرامج الرياضية ساحة لتفريغ عقدهم وعاهاتهم وتصفية حسابات شخصية فيما بينهم بدافع التعصب والميول بدلا من أن يذهب الحوار إلى سياقاته الأدبية والمهنية التي تقوم على العدل والحياد والأخلاق وضوابط وأدبيات
حرية الكلام والتعبير وعدم التقليل من مكاسب الآخرين والتوجس من الرأي الآخر، لدرجة أن قيم الاعتذار والتسامح في النهاية تأتي مفرغة من دلالاتها ومضامينها ومحتواها الأدبي وقيمها الإنسانية، وحتى لايكون خروج المنتخب فرصة للتشفي والشماتة.
من المفيد أن يفضي الحوار في النهاية إلى حلول وبدائل ورؤى تسمح بتعديل مسار المنتخب بصورة منسجمة مع تطلعات جماهير الكرة السعودية بدلا من أن نسير وسط مرحلة تركض بنا إلى المجهول.