قبل أن تهدأ الضجة التي قامت بسبب مقتل صحفيي شارلي إيبدو في عمل إرهابي، سارعت الصحيفة الهزلية إلى صب الزيت على نار التعصب والكراهية من خلال نشر المزيد من الرسوم المسيئة، كأنهم يؤكدون على قدسية "حرية التعبير"، في الوقت الذي يؤكد فيه المسلمون في كل أنحاء العالم رفضهم لأي مس برموزهم، وعلى رأسها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، مع شجب واستنكار العمل الإرهابي الذي أدى إلى مقتل صحفيي شارلي إيبدو، ولكن سؤالنا هو: إلى متى؟!

نحن نعيش في كوكب واحد مثقل بالآلام، بالإحباطات، وبالمخاوف، ألا يمكننا أن نتعايش بشكل أفضل من هذا!

نحن ندرك أن الغرب بحضارته البراجماتية قادر على أن يستوعب الحساسيات الموجودة، وأعطى استثناءات لم يجدها مؤثرة في مسيرة حرية التعبير، كتفهمهم للمحرقة التي طالت اليهود "من صنع أوروبيين"، وجعل التشكيك فيها خطا أحمر، هل من الكثير على المليار ونصف المليار مسلم ـ يشاطرونهم ذات القرية الكونية ـ أن يطالبوا بمعاملة مماثلة لرموزهم؟، لقد وضع القرآن الكريم للمسلمين مبدأ غير مسبوق في التعامل مع الديانات الأخرى حين طالب أتباعه بعدم سب آلهة المشركين في قوله تعالى: "وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَ?لِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى? رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، فلا يستطيع مسلم مع هذه الآية أن يتطاول على حجر يُعبد أو شجر أو حيوان أو معبد لأي ملة أخرى، أليس من المنطقي الآن أن توضع كل المقدسات الإنسانية فوق الخط الأحمر الموجود سلفا!. ليس رضوخا للإرهابيين، لكن احتراما لملايين المسالمين من سكان هذا الكوكب.