على بعد نحو 48 كيلو مترا، من عروس البحر الأحمر جدة، ينفض الجداويون عن كواهلهم غبار تعب أسبوع كامل من مسؤوليات الوظيفة، ومتاعب أعباء الشؤون المنزلية بالنسبة إلى الأمهات، هذا غير الطلاب وتحصيلهم الدراسي.
منطقة شعارة تعد امتدادا لكورنيش جدة الجنوبي، يفد إليها الجداويون في عطلة نهاية الأسبوع لأسباب كثيرة، منها هروبهم من ازدحام متنزهي مناطق الكورنيش الشمالي، إضافة إلى عوامل جذب أخرى، كونها منطقة تخييم وصيد مناسبة للشباب، وأهم عامل هو ميزة شاطئها المناسب لممارسة هواية السباحة. تمارس السباحة في هذه المنطقة فالأطفال بصحبة آبائهم، الذين ينثرون هموم تعبهم باللعب مع أبنائهم وسط شاطئ شعارة، وهنا يأتي دور خفر السواحل الذين يرشدون المصطافين إلى الأماكن المحددة للسباحة، وتوجيههم بعدم الذهاب إلى الأماكن البعيدة عن محاذاة الشاطئ، وتوجد دوريات خفر السواحل بقوارب نجاة صغيرة طوال الوقت.
ومنطقة شعارة مقسمة إلى جزأين رئيسين أحدهما للعوائل والآخر للشباب، وذروة الزيارة تكون يومي الخميس والجمعة، ويبدأ الزوار الاستمتاع بأجواء المكان من الساعة الثالثة عصرا إلى آخر النهار.
اللافت في المنطقة هو إقبال الشباب عليها بكثافة للخصوصية السياحية التي تمثلها لهم، فهناك يمارس الكبار قبل الصغار هواية الحفر بين الرمال، حتى إنك لتجد البعض وكأنهم في مسابقة لمن يقوم بتشكيل أفضل مجسم مصنوع من رمال "شعارة الذهبية".
عند البحث عن المنطقة في شبكة المعلومات الإلكترونية تستعجب من عشق الجداويين لهذه المنطقة بل وتحول زوارها من حيث شعروا أم لم يشعروا إلى مراسلين صحفيين، يقوم بعضهم بشكل دوري بتوثيق زيارته لـ"شعارة"، ويمكن البحث عن تفاصيل جديدة للمنطقة من بين ثنايا سطورهم، أو أعداد الصور الهائلة التي ينثرونها أثناء مشاركاتهم في عالم المنتديات الإلكترونية، أو مواقع تواصلهم الاجتماعي خصوصا على صفحات "فيس بوك".