أيام قليلة وتنطوي صفحات العام الميلادي وتبقى الذكريات الجميلة، والأجمل أن نتذكرها بكل ما فيها من ذكريات وأشخاص لم نعرفهم وأصبحنا لهم إخوانا، وأصدقاء لنا في السابق ومازالوا إخوانا.

الأخوة الصادقة سبب نجاح فريق العمل الواحد وتحقيق أهدافه مع المثالية في تنظيم الوقت، وهو ما يتم حصاده مع نهاية العام وكل حسب طريقته في تقييم نفسه وما قدمه طيلة العام في عمله أو شؤونه الخاصة. قد لا يمشي الشخص بخطوات ثابتة لعدم التخطيط والتنظيم مع بداية كل عام ليرى نتيجة لا ترضي نفسه.

مع بداية كل عام نخطط للعام الذي يليه ولكن للأسف الأيام تنطوي ولا نحسب كم مضى من الوقت، فنجد في أنفسنا حسرة فيما مضى. غالباً ما نجعل للفشل مبررات، فكلما فاتنا الوقت كان الرد أن الأوقات الجميلة تمضي سريعا، نتفق مع البراهين والأمثلة ولكن ذلك لا يمنع أن تجعل لك هدفا تحققه في وقت قصير حتى لا تندم على ما فاتك من زمن.

جربت مع أصدقاء العمل، والتجربة خير برهان، فالوقت فعلا ليس كسابقه، فهو يمضي وما نحققه لأعمالنا هو جزء بسيط مما نهدره من وقت، ولكن ضغوط العمل أحيانا تجعلك تستنفذ كل وقتك وجهدك في أوقات العمل، ومع هذا لا تستطيع أن تستغل أوقات خارج العمل إلا في الراحة والاسترخاء. هنا يتضح تقدير رئيسك في العمل مقابل ما أنجزته لصالح العمل.

طيلة أيام السنة قد لا تقابل رؤساءك في العمل نظراً لضيق الوقت إلا مرة واحدة في الشهر، ولكن المفاجأة أن يجمع الرئيس حصيلة الشهر في كلمات وعبارات لطيفة عن كل موظف بالشكر والتقدير بشكل إيجابي، هنا تجد أن عملك ووقتك لم يذهبا هباء منثورا، وإنما هناك قادة ورؤساء كانوا أكفاء لمناصبهم في الاهتمام بالموظفين، ويقدرون وقتهم حتى وإن غابوا عن الأنظار فرسالتهم (نجاحنا من نجاحكم).

مع نهاية العام واستغلالاً لما بقي من وقت أشكر ذلك الرئيس في العمل الذي تتحدث عنه أفعاله لا ما يقوله لسانه في جعل بيئة العمل تجمعنا وتعطينا حافزاً على المزيد من العطاء والنجاح، وأشكر رئيس المرؤوسين الذي جعل من الموظفين نسخة منه لا تتكرر بيننا في كل الصفات الإيجابية، والتعامل مع إنتاجية الموظفين بالشكر والتقدير لكل من اجتهد وخسر ماله ووقته ليكون هو الأفضل. ولن أنسى من كلفني بمهمة كانت الأصعب لي والأسهل بالنسبة له فكان الداعم الأول لي حتى وإن كان الجمهور منصتاً خلف الكواليس، لكن يبقى الأثر في النفس حافزا لتقديم الأفضل.

أختم مقالي بومضات قصيرة عن واقع العمل وروح الفريق الواحد، ففي مجال الرياضة المنتخب البرازيلي يفوز بكأس العالم عبر هدف حاسم صنعته إحدى عشرة تمريرة لثمانية لاعبين، وهنا روح الفريق تتجلى، وفي مجال الصناعة شركة تويوتا اليابانية تعقد حلقات النقاش ليس لمناقشة واقع الشركة فقط، بل لعلاج المشاكل العائلية للموظفين لأنهم يعتبرون الإنسان استثمارهم الأول. لا نريد ممن يقرأ المقال أن يقف عند هذا الحد من الإيجابية في خلق روح العمل بين الموظفين بل يحتاجون المزيد من العطاء المادي والمعنوي، فكلما كان تقييم الموظف نهاية العام جيدا كانت المادة أفضل، فمن باب أولى أن تكون معنويات الموظف أعلى في تقديم المزيد.