لم يكن خروج الأخضر من نهائيات كأس آسيا مفاجئاً، وإن كان صادماً، وإنما كانت المفاجأة لو أنه واصل.

المقدمات تقود حتما إلى النتائج.. والمقدمات كانت تشير إلى هذا الخروج، على الرغم من أننا تمسكنا ببقايا أمل يرتكز أولاً على إحساس اللاعبين بأهمية المضي قدما في البطولة، وضرورة تعبيرهم عن حقيقة قدراتهم، لكن النهاية جاءت مؤلمة، مكرسة استمرار غياب شمس الأخضر قارياً.

الاستحقاق المقبل للأخضر سيكون تصفيات المونديال الروسي المقبل، والتفكير بالوصول إليه لا يستند فقط إلى العمل على مستوى المنتخب ولاعبيه وأجهزته الإدارية والفنية فقط، بل على مستوى كرة القدم السعودية بكل مفاصلها، لأن المنتخب من حيث المحصلة ما هو إلا ثمار العمل الذي يتم في المستويات الأدنى وأهمها الأندية والمنتخبات العمرية الأخرى.

كرة القدم السعودية بحاجة لمراجعة جدوى مشاركاتها الخارجية وتعددها، وبحاجة لوقف هذا الصخب الذي يشتت انتباهها بين ضجيج التعصب وصخب ألوان الأندية، وبحاجة لخبرات تضع برامج تطويرية ربما تصل مع المونديال بعد المقبل لمنتخب يضع قدمه بين المنتخبات الستة عشر الأفضل عالمياً، على ألا يكون بمثابة الطفرة الطارئة كما حصل في مونديال أميركا 1994، وإنما على أرضية صلبة تجعله رقماً ثابتاً متطوراً.

لنتعلم من تجارب الآخرين.. لنستفد من عملية الاستقرار الإماراتية التي تماثلنا في الظروف، ولنستفد من خبرات اليابانيين والكوريين، وحتى نهضة الصينيين، فلا شيء يضر كرتنا أكثر من التغني أنها بلغت السؤدد، وأنها أرفع من أن تتعلم من الآخرين أو تستفيد من دروسهم في النهوض.