خلال الأسبوعين الماضيين، ذهبت جماهير الشبكات الاجتماعية إلى التعريف برسالة وأخلاق وفضل نبي الهدى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، بعد الإساءة عليه برسومات في صحيفة "شارلي إيبدو" وما صاحبها من عنف ألصق بالإسلام، إذ كانت آلاف التغريدات باللغتين العربية والإنجليزية في هاشتقات وصفت بالأكثر تداولا في تويتر.
الجميل في تلك التغريدات الإيجابية، هي جغرافيتها وتنوع مضمونها على نطاق واسع من الأفراد وليس المنظمات أو الدول، وهو ما انعكس على جانب المصداقية لعموم الجماهير من غير المسلمين، لأنها تعبر عن المحبة الحقيقية وليست تعبئة أو إملاءات هدفها تحسين الصورة.
الشبكات الاجتماعية غيرت مسار وسائل الإعلام التقليدية وألوياتها، بل باتت جزءا من مصادرها اليومية ونافذة تسويقية لموادها الإعلامية، ولكن تبقى "الدقة" وعدم تحريها أعظم إشكالات هذه الشبكات، فمنها تنبع الإشاعات، والناس تعيد تكرارها دون تثبت من باب الجماهيرية دوما وأخرى من باب المواكبة والحماس.
في هاشتاق "من هو محمد" باللغة الإنجليزية غرد الدكتور فهد الخضيري أستاذ وعالم أبحاث في تخصص المسرطنات عن شاب كندي وأنه أسلم حديثا بعد حملة التعريف بالرسول الكريم، ولكنني اكتشفت أنه مسلم منذ عام 2007 بعد أن تجولت في حسابه في تويتر كما أكد لي عقب التواصل الشخصي معه أن تغريدته فهمت بشكل خاطئ وربطت بالأحداث في فرنسا.
عموما، ما أجمل أن تستمر هذه الهاشتقات باللغتين، لا أن تنتهي بعد الإثارة العاطفية، لأن الشبكات الاجتماعية هي الطريق المختصر والأفضل للوصول إلى الجماهير المستهدفة، ولكن بعين المسؤولية والدقة حتى تصل الرسالة بشكل يليق بعرابها.