من المألوف والمقبول جداً أن تجد بعض الشباب وصغار السن يعيشون مرحلة من التذبذب والتنقل بين مسار حياتي وآخر، أو وظيفة وأخرى بحثا عن ذواتهم أو ما يناسبهم، ثم لا تلبث أن تتشكل هوياتهم، اعتمادا على الخبرات التي تشكلت من تعدد التجارب في الحياة، لكن المضحك المبكي أن تجد بعض من تجاوز الخمسين من العمر، مازال يبحث عن ذاته بين ركام السنوات المتصرمة، متشبثا بما يختصر له الزمن من شهرة سريعة أو ثراء أو أضواء، متسلقا على فكر وإرادة من يعتقد فيهم القوة وهم الشباب، ليعينوه على النجاح، فيبدو ضائعا متخبطا، مستعجلا للأحداث والنتائج، وتكمن الخطورة هنا على فكر الشباب في التأثر بمن يرون فيه قدوة ومثالا، بينما يرى هو فيهم وسيلة مساعدة لاستثمار ما تبقى من العمر غير مكترث بهم، وكان الأجدر به أن يقدم خلاصة تجربته السيئة للشباب ليستفيدوا منها، بدلا من التغرير بهم، وكان الأجدر به أن يستثمر وقته وصحته واهتماماته في صناعة ذات جديدة ونفس متحفزة بدلا من إضاعة الوقت في البحث عما لم يكن موجودا في الأصل.