في أعقاب التأثيرات التي سجلتها الانخفاضات المتتالية لأسعار النفط في الآونة الأخيرة في أداء مؤشرات الأسهم وأسواق المال الخليجية لاسيما السوق السعودية، وضاعف النفط في تعاملاته بالأمس من تلك التأثيرات إثر تراجعه إلى ما دون الـ60 دولارا أميركيا للبرميل، ما انعكس سلباً على ثقة المستثمرين والمتعاملين في أسواق المال من الأفراد.

وحول انخفاض أسعار النفط، رأى عضو مجلس الشورى عضو لجنة الشؤون المالية بالمجلس الدكتور فهد بن جمعة في حديث لـ"الوطن"، أن انخفاض أسعار النفط يعود لعوامل اقتصادية واضحة وبحتة متعلقة بأوضاع السوق وهي أقوى من العوامل السياسية، مشيراً إلى أن العرض أكثر من الطلب، إضافة إلى أن الطلب العالمي على النفط متدنٍ بجانب قيمة الدولار المرتفعة مقابل العملات الأخرى، معتبراً أن هذه العوامل كافية جداً للتأثير بأسعار النفط، إضافة إلى سعي الدول المنتجة للمحافظة على حصصها السوقية.

وأضاف بن جمعة، أن هناك دولا زادت من إنتاجها كما أن آباراً بدأت بالإنتاج في ليبيا والعراق، علاوة على أن الإنتاج من خارج أوبك وصل إلى 56 مليون برميل يومياً، كل هذه العوامل ساهمت في التأثير على الأسواق والأسعار.

وعن رأيه حول انخفاض الأسعار، ذهب عضو المجلس المتخصص بالشأن النفطي والطاقة إلى تشجيع توجه الأسعار نحو الانخفاض، مبيناً أن ذلك يعيد تفكير الدول الساعية إلى الاستثمار في الطاقة البديلة والمتجددة في المواصلة، حيث إن الانخفاض في أسعار النفط الخام "الأحفوري"، يضغط على الشركات العاملة في قطاع الطاقة الجديدة والنفط الصخري.

وقال بن جمعة: "أنا أؤيد الانخفاض إلى ما لا يزيد عن 80 دولارا أو 75 دولارا أميركيا للبرميل؛ لأن هذا يمكن الدول الغنية بالنفط في أوبك من بيع واستثمار نفطها على المدى المتوسط والبعيد، بيد أن ارتفاع أسعاره يشجع كل تلك المشاريع التي تهدف بالنهاية إلى الاستغناء عن النفط الخام".

من جانب آخر، تراجعت العقود الآجلة لبرنت أكثر من 1% أمس الأربعاء، مواصلة انخفاضها للجلسة السادسة على التوالي مع استمرار المخاوف من تخمة في المعروض، الأمر الذي أبقى الأسعار قرب أدنى مستوياتها في 5 أعوام ونصف ودون 60 دولارا للبرميل.

وأشارت روسيا غير العضو في أوبك وأحد كبار المنتجين في العالم، إلى أنها لا تنوي هي الأخرى خفض الإنتاج رغم وفرة الإمدادات بالسوق العالمية.