يستهويني عشقي الصحفي لكل ما هو في الميدان، ولذا أركز كثيرا في بعض الصور المعبرة التي يرسلها مصور منتخبنا في أستراليا الزميل يزيد الضويحي المتخصص مع الزميل فهد السليم في رسالة الأخضر لجميع وسائل الإعلام. وبدوري أختار بعضها وأغرد بها ضمن إيجابيات ما يحدث في المعسكر وبما يساعد على التعايش مع مختلف معطياته.

يعجبني كثيرا المدرب كوزمين وهو يشارك اللاعبين في الملعب ويلقنهم بعض المهارات التي تطور التكنيك والتكتيك سويا، وحتى في طريقة الوقوف والاستعداد والتمرير والالتحام مع المنافس، هذا ما تحكيه الصور بين يوم وآخر كون كوزمين يعرف جيدا مدى النواقص الأساسية والتكتيكية التي تضعف حضور اللاعب الخليجي في (جزئيات) من الملعب وخطط اللعب.

كوزمين لم يقبل المهمة (الموقتة - الفزعة) إلا وهو يدرك مدى صعوبتها ولذا كرس جهده في أدق الجزئيات التي بها يكبر العمل إلى طريق النجاح، بما في ذلك العامل النفسي يساعده عبداللطيف الحسيني المتخصص في علم اللياقة، والذي يعرف جيدا احتياجات اللاعب السعودي، وكذلك الجهاز الإداري بقيادة زكي الصالح إضافة إلى وجود أحمد عيد والدكتور خالد المرزوقي قبل أن يعود لظرف وفاة والده أسكنه الله الجنة، ثم خلفه عبدالعزيز القرينيس، كل هؤلاء وإداريون آخرون (خريجو) أنديتنا ولهم صلة بما يجب فعله.

وفي الصور التي تردنا أمور أخرى مهمة جدا في مزاح اللاعبين وفي أماكن مختلفة تجسد مدى أسرية المعسكر، الذي لا يخلو من المنغصات والخروج عن النص، لكن التعامل معها كان إيجابيا في قلب البعثة وسلبيا لدى الكثير من الإعلاميين ولا سيما (إعلاميي تويتر)..!! وبعض كتاب المقالات ممن يبحثون عن الشهرة على حساب المنتخب، ولست هنا ضد من ينتقد أي خطأ أو عمل، لكن المشكلة فيمن يختلقون القصص أو ينحتون في خرم إبرة بعدة مقالات بما يغذي المؤامرات.

المنتخب تجاوز أزمات متتالية في الأشهر القليلة الماضية ولا سيما في قلب الحدث بأستراليا، ولذا من واجبنا أن نعزز كل ما هو إيجابي، وبالتأكيد لا نستطيع أن نكتم أفواه بعض المتأزمين ومن يكابرون لإثبات ما في خيالهم، وهذا ما يجب أن يعيه جميع أفراد البعثة، آملين التوفيق لأخضرنا في مباراة الغد أمام أوزبكستان لخطف بطاقة التأهل تتويجا للأداء الجذاب والفوز الرباعي على كوريا الشمالية الذي أنعش الوطن كاملا.

الحمد لله أن الإيجابيات احتلت المساحة الأكبر في اليومين الماضيين قبل أن نواجه أوزبكستان غدا، ويجب أن يكون إيماننا كبيرا بالفرصتين ولا نتخوف من المقولة السائدة "صاحب الفرصة الواحدة أوفر حظا، أو أقرب للفوز"، ومن واجب المدرب والمسؤولين هناك أن يغذوا فكر اللاعبين بمعطيات (الفرصتين) التعادل أو الفوز وأن نعمل بمبدأ التعادل لأجل الكسب، وليس الخوف من الدفاع بما قد يتيح للمنافس الفوز. والمعطيات هنا أن نستثمر "اندفاع" الأوزبكيين القسري، نراقب جيدا وننطلق بالمرتدات من لمسة واحدة والتمرير للأقرب والأجود تمركزا وصولا للمرمى.

الجميل هنا أن كوزمين مدرب اشتهر بالانضباط الدفاعي، ونحن نملك لاعبين في الوسط والهجوم على قدر كبير من الكفاءة في السرعة والتسديد، ولكن المشكلة أننا نعاني في بعض فترات اللعب من الأنانية أو الاحتفاظ المبالغ فيه بالكرة أو التأخر في التمرير أو إيقاف الكرة قبل تمريرها، هذه من عيوب اللاعب السعودي بشكل عام، مع الإشادة بما قدمه جميع اللاعبين أمام كوريا الشمالية بعد الهدف المعاكس في مرمانا، وارتفع هذا العمل بدقة متناهية بعد الهدف الثالث، فهل يواصلوا هذا الإبداع ويتأهل الأخضر غدا؟!.. يا رب.