في حفل لم تغب عنه عبارات الترحم على سلطان الخير، رعى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز في الرياض أمس، حفل توزيع جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه في دورتها السادسة، والمقام في فندق الفيصلية، وسط حضور رفيع من كبار المسؤولين في الدولة وضيوف الجائزة.
وبلغت قيمة الجوائز المقدمة للفائزين ثلاثة ملايين ريال، منها جائزة الابتكار التي أقرت للمرة الأولى في تاريخ جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه منذ انطلاقتها قبل 12 عاما.
وفي بداية الحفل لم يفت رئيس مجلس الجائزة الأمير خالد بن سلطان، أن ينوه برعاية ولي العهد لحفل توزيع الجوائز، عادا ذلك خير دليل وأصدق برهان على اهتمام الأمير سلمان بالأمن المائي الذي بات جزءا لا يتجزأ من منظومة الأمن الوطني للدولة، وعنصرا فاعلا من عناصر قوتها، وكذلك ركيزة من ركائز السلام والاستقرار والأمن والأمان.
وحملت كلمة الأمير خالد بن سلطان تحذيرات من أن موارد المياه العذبة كانت وستظل شحيحة ومهددة، وتنقص على نحو خطر، لافتا إلى أن الأعداد المتزايدة من السكان تحتاج إلى المزيد من الموارد للشرب والصحة العامة والصناعة وإنتاج الغذاء، فضلا عن أن التغيير المناخي يسهم في زيادة فترات الجفاف، منبها إلى أن كل ذلك ينذر بازدياد خطر النكبة المائية، لأن الطب العالمي عليها سيفوق الإمدادات المائية بنسبة قد لا تقل عن 40% بحلول العام 2030، ما قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار السياسي وتعويق النمو الاقتصادي، وتعريض لأسواق الغذاء العالمية للخطر.
وعلق الأمير خالد بن سلطان الجرس إزاء خطورة ما يسمى بـ"الإرهاب المائي البيولوجي"، الذي قد يستهدف محطات التحلية أو يسعى لتسميم الأنهار والأنابيب والآبار والمياه الجوفية أو إغراق الأراضي والبلاد، مستشهدا بأحداث سد الموصل، وداعيا الباحثين وفي سبيل الوقاية من تلك الكوارث، للعمل على اتخاذ كل تقنية فاعلة قادرة على الوقاية من شر تلك الكوارث، مشيرا إلى أن الإرهاب لا يراعي حدا ولا يتقي ربا.
وقبل ختام كلمته، تعهد الأمير خالد بن سلطان لوالده الراحل سلطان بن عبد العزيز، بالاستمرارية في ما قد بدأه في العام 2002. وقال في كلمات مؤثرة "رحمك الله يا سلطان الخير، فأنت منشئها وبانيها، داعمها وراعيها، واضع أسسها وراسم خططها، سنظل على دربك سائرين ولأهدافك منجزين، وعلى كيان جائزة ارتبطت باسمكم الكريم محافظين.. أسكنك الله يا والدي فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا".
ونوه رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه، بالجهود الدائبة والصادقة التي تبديها حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد، بجهودهم في قطاع المياه، الذي يولونه جل رعايتهم وعظيم اهتمامهم حتى أضحت المملكة تنعم بوفرة المياه على الرغم من ندرة مواردها السطحية والجوفية.
وقبيل بدء الحفل، صافح ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز، الفائزين بجائزة الأمير سلطان العالمية للمياه، مهنئاً لهم على فوز أبحاثهم متمنيا لهم التوفيق، كما التقطت الصور التذكارية لولي العهد مع الفائزين بهذه المناسبة.
وكرم الأمير سلمان بن عبد العزيز، الفائزين بالجائزة بأفرعها الخمس؛ وهي (جائزة الابتكار، فرع المياه السطحية، فرع المياه الجوفية، فرع الموارد المائية البديلة، فرع الإدارة المائية)، وسلمهم الدروع الخاصة بهم.
يشار إلى أن جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه، والتي أنشئت في العام 2002، وبدأت بتوزيع جوائز دورتها الأولى في العام 2004، وتقدم جائزتها كل عامين، تهدف إلى إيجاد "حلول مثلى للتغلب على نقص المياه الصالحة للاستهلاك الآدمي والحفاظ على استدامتها"، وتتمتع بمجلس أعلى لإدارة شؤونها يرأسه الأمير خالد بن سلطان، وتمنح لمن قدموا إنجازات مبتكرة ولتشجيع البحث العلمي في جميع مجالات المياه التي تخدم البشرية، كما حصلت على اعتراف وتقدير الكثير من المنظمات الدولية.