• أمسينا نستعد لقسوة البرد.. وأصبحنا نستمتع برقة الثلج ونلهو على بياضه الجميل.
• كنا نتوقع أن يلعب بنا الثلج، فلعبنا به، وصور ثلوج طريف والقريات وتبوك خير دليل، فقد امتلأت طرافة ومرحا وجمالا.. لعبنا به، لأننا نهاية اليوم نعود إلى بيوتنا ونأوي إلى غرفنا الدافئة.
• لكن الثلج لعب بإخوتنا الهاربين من نار الحرب وبطش السفاح السوري، الذي ظهر بالصور مستمتعا مع أطفاله بالثلوج بينما شعبه يتجمد في العراء على يد العاصفة الثلجية بدول الجوار، وبقية الشعب تتمزق أجسادهم داخل وطنهم بيد الرئيس وشبيحته..!
• استعدادا لمواجهة العاصفة الثلجية "هدى" أو "زينة" كما تسمى، ارتدينا ثقيل الملابس واقتنينا كل وسائل التدفئة وحصنا أطفالنا، وكنا نلتقط صور العاصفة والثلوج توثيقا وفرحا بها، ثم تألمنا على صور إخواننا اللاجئين السوريين في الخيام كان الله في عونهم.
• إخوتنا تحت الصفر يتنفسون، وكأن أنفاسهم قوالب ثلج..!
• تابعنا سير العاصفة الثلجية، وكنا نعلم جيدا أنها قادمة في ذلك التاريخ.. ومع ذلك لم نلتفت "كثيرا" إلى اللاجئين السوريين إلا بعدما وصلتنا صورهم يتجمدون ويدفنون أطفالهم الذين تجمدت أرواحهم..!
• بعض إدارات التربية والتعليم بمناطق الشمال واجهت العاصفة بتأخير الدوام المدرسي ساعة، وبعض الإدارات رفضت ذلك بعد دراسة الموضوع لعدة مبررات مقنعة، وفي كلا الحالتين نحترم من يقدر ويعمل ويتفاعل مع الحدث مبكرا.
• المهم في موضوع العاصفة الثلجية التي حلت علينا بصقيعها والتي حذرت منها المديرية العامة للدفاع المدني مبكرا، المهم هو السؤال: هل لدى الدفاع المدني إمكانات الإنقاذ والتعامل مع الثلوج أم أننا سنكتشف ضعف القدرات حين تقع الكارثة كما حدث مع سيول الأمطار..؟
• ولماذا لا يخول الدفاع المدني في كل منطقة بـ"تعليق الدراسة" أو تأخيرها، وتعطيل العمل في الإدارات الحكومية، باعتباره الجهة المسؤولة عن إدارة الكوارث؟
• غادرتنا العاصفة "هدى" ولم تبق منها إلا ذكريات الثلوج وصورها التي أبرزت إبداع الشباب في النحت والتصوير واللهو، وذكريات الحملات الخيرية التي أبرزت الحس الإنساني حين لم تغب عنا النخوة لمساعدة اللاجئين بالمساعدات ووسائل التدفئة.
(بين قوسين)
الفلكيون وخبراء الطقس استفادوا كثيرا من العاصفة "إعلاميا"، بينما خبراء الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في نومهم "يغطون"، وجل عملهم "بيانات"..!