التَّلَكُّؤُ في العمل هو التباطؤ أو الإبطاء أو التوقف. عندما تتأخر عن الوفاء بارتباط أو إنجاز عمل ما، فأنت متلكئ "نمرة واستمارة". تقول العرب يتلكَّأ، تلكُّؤًا، فهو مُتلكِّئ، والمفعول مُتَلَكَّأ عنه!
تنقل الصحف اعتراف وزير المالية، بعدم تحقيق برنامج التوازن الاقتصادي لأهدافه التي وضع من أجلها، ومنها تنمية المناطق النائية، وأن هذا البرنامج "يسير على خطى قريبة من التلكؤ"!
نحن في هذه الحالة التي يشير إليها الوزير يمكن أن نستيقظ يوما وقد وجدنا أنفسنا "مُتَلَكَّأ عنه" وفقا للسان العرب، ولا أعلم كيف استطاع الوزير أن يحدد المسافة بيننا وبين التلكؤ. هو يقول إن الخُطى قريبة من التلكؤ!
فعلا لا أعلم هل المسافة تقاس بعدد الحوادث، أم بعدد المهاجرين من تلك المناطق، أم وفقا لأعداد العاطلين، أم تبعا لجودة ورداءة بعض الطرق والمستشفيات والمدارس والبُنى الأساسية، أم لتوزيع المشاريع التنموية، أم ثمة أسباب أجهلها؟. لا أدري.
فقط أنا مطمئن إلى أن هناك خطوات تفصلنا عن "دائرة التلكؤ". تخيل لو أننا دخلنا دائرة التلكؤ ـ "يا خبر أسود" كما يقول المصريون ـ ما الذي كان سيحصل لنا؟!
توالت الطفرات، و"طارت الطيور بأرزاقها"، وازدهرت بعض المناطق والمحافظات، ونحن في حيرة من أمرنا هل مناطق الأطراف ـ أو ما يسميها وزير المالية المناطق النائية ـ دخلت دائرة التلكؤ، أم تفصلها خطوات قريبة؟!
تحولت بعض المحافظات إلى بيئات جذب بشري. وتحولت أخرى إلى مناطق طرد. أو في أفضل حالاتها مناطق نقل تأديبي، ونحن نحسب الخطوات بيننا وبين "التلكؤ"!
لا تغضبوا مني، أنا ما جئتكم بشيء من عندي. هذا اعتراف رسمي صريح من الوزير بأن التنمية في بلادنا غير متوازنة. هذا اعتراف رسمي من وزير المالية ـ بعد كل هذه الموازنات والتريليونات والفوائض الضخمة ـ بعدم تحقيق برنامج التوازن الاقتصادي لأهدافه التي وضع من أجلها، ومنها تنمية المناطق النائية!
هذا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.