جاءت نتائج الجولة الأولى من دوري المجموعات في نهائيات أمم آسيا 2015، لتؤكد الفارق الكبير بين الشرق والغرب وأن الأمر يزداد سوءا عاما بعد عام وعلى كافة الصعد والفئات في ظل برامج وخطط مدروسة للشرق وفوضى إدارية في الغرب أدت إلى هذا الوضع فلم نستفد من دورة الخليج أو بطولة غرب آسيا في الارتقاء بالأداء الفني للمنتخبات.
هزائم ثقيلة بالأربعة وهزائم أقل من ذلك، والفوز العربي الذي حدث هو فوز عربي عربي حيث فازت الإمارات على شقيقتها قطر بالأربعة وهي التي قبل شهرين فازت بكأس دورة الخليج العربي في الرياض، مما يدل على أن دورة الخليج ليس لها تأثير فني حقيقي على أداء المنتخبات فيما فازت العراق على الأردن بهدف.
في الشرق ركزوا على البرامج والخطط الطويلة التي تهدف إلى تقديم منتخب يقارع المنتخبات العالمية وفي الغرب (وأعني الدول الخليجية تحديدا) ركزوا على الأندية والشكليات والإعلام والبحث عن المناصب القيادية الإدارية والتصوير وعضويات اللجان الدولية دون وعي بأهمية العمل الجماعي الحقيقي وفق آليات وخطط تؤدي إلى نجاح المنتخبات في التظاهرات العالمية.
أتمنى أن تتم الدعوة إلى اجتماع عاجل للاتحادات الكروية الخليجية (خليجنا واحد) بعد أمم آسيا لدراسة واستقصاء الوضع المزري لهذه المنتخبات والاستفادة من الخبراء المحليين والدوليين لوضع استراتيجية ترتقي بهذه الدول كرويا وتجعلها تقارع دول شرق القارة التي بدأت تخطو خطوات واثقة وبعيدة تجاه اللحاق بالعالم الأول في كرة القدم.
أحذر من خلال متابعتي للجولة الأولى لهذه النهائيات أن هناك خللا واضحا وفارقا فنيا ظاهرا بين منتخبات اليابان وكوريا وأستراليا وأوزبكستان وإيران وبين بقية الدول، والأمر بالفعل يحتاج إلى وقفة وإعادة هيكلة للبطولات سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات وإعادة النظر جديا في دورة الخليج وبطولة غرب آسيا، لأن العبء غير المفيد من المباريات البينية لهذه المنتخبات إنما يزيد في هبوط المستوى.
قبل 40 عاما كانت هذه الدول تحضر منتخبات عالمية وأندية وتقوم باللعب في الدول الخليجية لتخفيف الأعباء المالية واليوم يمكن استثمار "الفيفا داي" للعب أمام منتخبات قوية بحيث نلعب مع السويد مثلا في قطر والسعودية وتلعب البرتغال في عمان والإمارات وتلعب أوكرانيا مع الكويت والبحرين.
لا بد أن نجلس ونتفاهم كدول خليجية ونرتب الوضع ونضع خططا ونستفيد من بعضنا فمثلا الإمارات لديها تنظيم ممتاز للمنتخبات واللوائح وقطر لديها بنية تحيته خيالية والسعودية لديها دوري قوي وإعلام، وبقية الدول لديها ما لديها من أمور يمكن أن تشكل فائدة هنا أو هناك المهم نتحاور ونتشاور حتى لا نجد أنفسنا في أمم آسيا 2023 خارج النهائيات ويصبح الحلم هو تجاوز التصفيات.
هل يعقل حتى اليوم لا يوجد اتحاد خليجي لكرة القدم أو لجنة أو إدارة أو هيئة لتنظيم العمل الكروي الخليجي!.
كيف نبحث عن النجاح ونحن نفتقد لأبسط أدواته وهو التنظيم؟ ألا نخجل ونحن الدول البترولية الغنية في هذا الظهور المخجل في المحفل الآسيوي وأن هناك دول أقل في البنية التحتية والدعم الحكومي وليس لديها ميزانيات مفتوحة لهذه اللعبة ونجدها تتطور بل إن بعضها بالفعل تجاوزنا منذ عقد من الزمن ونحن لا زلنا نغني على تاريخنا ودورتنا الخليجية وسوء إدارتنا للعبة.