في محاولة لإعادة إنتاج الأزمة من جديد وتخليص النظام السوري من تبعات تنفيذ ما جاء في مقررات جنيف1 التي تبنتها الأمم المتحدة، وفي مقدمتها تفكيك النظام السوري، وتكوين حكومة انتقالية تضم أطرافاً من المعارضة للتمهيد لإجراء انتخابات صادقة وشفافة، كشفت موسكو عن محاولة جديدة لجمع الفرقاء السوريين على مائدة الحوار في ما أطلق عليه اسم "موسكو1" ليكون بديلاً عن مؤتمري جنيف.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف التقى في دمشق الرئيس السوري بشار الأسد، حيث جدد على تمسك رئيسه فلاديمير بوتين بدعم النظام والوقوف إلى جانبه. ويأتي ذلك اللقاء عقب لقاءات عقدها بوجدانوف أوائل الأسبوع الجاري في تركيا مع مسؤولين في الائتلاف السوري. وهو الاجتماع الذي لم يكن إيجابياً بحسب تصريحات المسؤولين في الائتلاف، حيث أكد عضو الائتلاف نزار الحراكي أن معارضي النظام وضعوا شروطاً محددة قبل المشاركة في أي لقاءات، في مقدمتها إيصال المساعدات الإنسانية، ووقف إطلاق النار في جميع المناطق، إضافة إلى الإفراج عن النساء والأطفال من السجون". كما قطع الائتلاف برفضه بقاء الأسد على رأس السلطة في سورية.
ووجه الحراكي انتقادات لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على خلفية تصريحه الذي أكد فيه تمسك بلاده ببقاء الأسد "وهو ما يجعل أي محاولة وساطة روسية غير نزيهة وغير مجدية". حسب تعبيره.
وفيما توقع مراقبون أن تتقاطع الخطة الروسية الجديدة مع مساعي المبعوث الدولي لسورية ستيفان دي ميستورا، أشاروا إلى أن روسيا تسعى في ما يبدو إلى استبعاد مقررات مؤتمري جنيف واستبدالها بمؤتمر موسكو، الذي سيدأ نظر الأزمة من نقطة الصفر، مما يعني تزايد معاناة السوريين.
في سياق ميداني، واصل النظام السوري قصفه لمناطق المدنيين، حيث قصفت طائراته بالأمس بلدتي زبدين والزبداني في ريف دمشق بالصواريخ والبراميل المتفجرة.وفي محافظة إدلب قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام قصفت مناطق في مدينة معرة النعمان، في حين تعرضت مناطق في قرية جداريا بسهل الروج لقصف من قبل قوات النظام. كما استهدفت الكتائب الإسلامية قوات النظام في منطقة معسكر الحامدية، ومعلومات عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام، كما قضى طبيب من مدينة خان شيخون تحت التعذيب في سجون قوات النظام.وأضاف المرصد أن قوات النظام جددت قصفها لمناطق في حي الوعر بمدينة حمص، ترافق مع فتحها لنيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في الحي، كما تعرضت مناطق في بلدة دير فول وأطراف مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي لقصف من قبل قوات النظام.
وعلى صعيد محافظة حلب فتحت الكتائب المقاتلة نيران رشاشاتها الثقيلة على مواقع تمركز قوات النظام والمسلحين الموالين لها في كتيبة المدفعية في حي جمعية الزهراء. كما قصفت الكتائب المقاتلة بقذائف محلية أماكن قوات النظام والمسلحين الموالين لها في حي صلاح الدين جنوب حلب.
وفي حمص أكدت شبكة مسار برس وقوع اشتباكات بين تنظيم الدولة وقوات الأسد صباح أمس في محيط معبر التنف على الحدود السورية ـ العراقية، مما أسفر عن مقتل 9 عناصر من قوات الأسد.