فيما توقع مصدر داخل تيار المستقبل ألا يشهد هذا العام انطلاق الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، مرجحاً أن يبدأ الحوار مع حلول العام المقبل، أشاد رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام برئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، ووصفه بأنه "لاعبٌ أساسيّ في السياسة اللبنانية، ويمثّل تقريباً 90% من إحدى الطوائف اللبنانية الكبرى".وأشار المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، إلى أن دعوة الحوار التي أطلقها أمين عام حزب الله حسن نصر، لبدء حوار فوري مع تيار المستقبل، لا تزال تراوح مكانها، وعزا السبب في ذلك إلى تمسك الحزب بالبقاء في سورية والقتال إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، إضافة إلى إصراره على ترشيح العماد ميشال عون لانتخابات الرئاسة اللبنانية، مما دعا المصدر للتساؤل "على ماذا سنتحاور إذاً؟".وأضاف المصدر أن المساعي التي بذلت من أجل إطلاق الحوار بقيت مجمّدة عند مبدأ قبول الطرفين به، ولم يتم التقدم بأي خطوات إضافية إلى اليوم. وتابع: "الحوار لن ينطلق هذا العام، وموعد انطلاقه تأجل إلى مطلع العام الجديد، ولن يكون هناك موعد لأوّل جلسة حوار قبل 15 يناير المقبل على أبعد تقدير. واستطرد بالقول إن هناك تردد من قيادة الحزب المذهبي في إطلاق التفاهم حول جدول الأعمال، وعزا ذلك إلى القلق المبكر من الفشل المحتمل للحوار إذا ما استمرت الهجمة الشرسة على دوره في سورية، إضافة إلى ما يثار عن تدخله السافر في شؤون بعض الدول العربية الأخرى.ومضى المصدر بالقول: "إن الحريري وجَّه رسالة من شأنها إحداث مزيد من الضغوط على حزب الله، من خلال تطرقه للأحداث التي شهدتها منطقة عرسال مؤخراً، من خلال تحميل الحزب مسؤولية كل ما يجري على الساحة اللبنانية".
بدوره، أثنى رئيس الوزراء تمام سلام على مواقف الحريري، مشيراً إلى أنه زعيم قطاع كبير من الشيعي اللبناني، وأضاف: "الحريري لاعبٌ أساسيّ في السياسة اللبنانية، ويمثّل تقريباً 90% من إحدى الطوائف اللبنانية الكبرى. وموافقته على خوض حوار مع حزب الله لتخفيف التوتر المذهبي بين السُنّة والشيعة في لبنان هو أمر إيجابي من شأنه أن يساعد على تحسين الوضع".
في غضون ذلك، أكدت مصادر إعلامية مرافقة لرئيس الوزراء في زيارته الحالية إلى فرنسا أنه حض باريس على الإسراع في تنفيذ الهبة السعودية ضمن المهلة المحددة في الاتفاق الموقع بين فرنسا والمملكة العربية السعودية بعد انقضاء 30 يوما على توقيعه، وهذا الموعد يصادف يوم بعد غدٍ، مشيرة إلى أن الاتفاق لا يزال عالقاً عند 3 مسائل ستعالج مع المسؤولين الفرنسيين، وهي تسليم طائرات من نوع "توريل"، ومنظومة القتال البحرية، وشبكة الاتصالات المشفرة.ونفت المصادر بشدة ما تردد في بعض وسائل الإعلام اللبنانية من أن سلام تبلغ من الجانب الفرنسي مبادرة في شأن الاستحقاق الرئاسي، مشيراً إلى أن كل ما دار في هذا الشأن اقتصر على التواصل والتشاور انطلاقا من حرص فرنسا على مساعدة لبنان في إنهاء أزمة الشغور في سدة الرئاسة.