بكل فخر واعتزاز فإن علاقة الموضح اسمه أعلاه بأسرار العقار والإعمار وحيل التجار كعلاقة أحد "الترابيين" المنتشرين من حولنا بالبِر والإحسان والقناعة والتخفيف على المسلمين وتغليب المصلحة العامة!
كل ما أفهمه في هذا الجانب أن الأرض الجرداء الخالية من الشجر والحجر، التي أمر بجانبها كل صباح كانت قد بيعت بأكثر من مليون ونصف المليون ريال لمساحة لم تتعد 750 مترا مربعا!
حدثت المأساة السابقة بالتزامن مع الفترة التي كشفت فيها وزارة الإسكان عن برنامجها للدعم السكني "إسكان"، وهو البرنامج الذي وصفه المحللون الاقتصاديون والخبراء العقاريون بأنه الضربة القاصمة والركلة القاضية لجشع تجار التراب، الذين جعلوا امتلاك أحدهم لقطعة أرض بائسة في صحراء قاحلة منتهى الآمال!، وكان واجبا حيال حيثيات القصة السابقة تقديم واجب العزاء وخالص المواساة لمشتري الأرض الجديد، ولو داخل قلوبنا كأضعف الإيمان!
في فترة وجيزة تالية وباحترافية بالغة أصبحت الأرض السابقة فلتين سكنيتين توشكان على الانتهاء، حصل كل ذلك بالتوازي مع صدور قرار مؤسسة النقد القاضي بإقرار شرط مساهمة المقترض بـ30% من قيمة العقار كشرط للتمويل، وهو الأمر الذي أخرج المحللين الاقتصاديين في شاشات القنوات من جديد ليؤكدوا للناس أن هذا الإجراء من شأنه أن يزيد من خفض أسعار العقار لأكثر من30%! ومن جديد أيضا لا نملك إلا أن نتعاطف مرة أخرى مع مالك الفلتين السكنيتين الجديدتين اللتين سينخفض سعرهما لأكثر من 50% بحسب خبراء العقار!
في المدة القصيرة اللاحقة جرت الأحداث العقارية العظمى التالية: راجت شائعات كبيرة بشأن إقرار رسوم الأراضي البيضاء التي تمثل حاليا عقبة ضخمة لسوق العقار المحلي كما يذكر المحللون!. ألغت وزارة العدل صكوك تملك مزورة مساحتها 110 ملايين متر مربع في الرياض ومكة وجدة بقيمة 80 مليار ريال!. سلكت أسعار النفط مسارا شديد الانحدار يصعب على أي خبير نفطي التكهن بزاوية انحداره!. بيعت إحدى الفلتين السابقتين بمبلغ مليونين ومئة ألف ريال، فيما الأخرى تتنافس مكاتب العقار المنتشرة حولها لبيعها بقيمة أعلى!
وكان لزاما حيال الحيثيات السابقة أن نقدم أسمى آيات التهاني للبائع المحترف، وأحر التعازي وعظيم المواساة للشعب من بعده، الذين يجب عليهم جمع مبلغ مماثل لامتلاك مساكن مماثلة!