فيما يبلغ عدد الطالبات في مدارس التعليم العام بالمملكة نحو 3 ملايين طالبة، خلصت إحصائية حديثة أعدتها لجنة الحماية الاجتماعية بالمدينة المنورة إلى أن 20% من الطالبات بمدارس البنات على مستوى المملكة يتعرضن للعنف.

وكشفت المشرفة التربوية بإدارة التوعية الإسلامية، وعضو لجنة الحماية الاجتماعية المكلفة في وزارة التربية والتعليم رسمية الغامدي لـ"الوطن"، أن "20% من الطالبات في المدارس يتعرضن للإيذاء، وأن المعنفات تتراوح أعمارهن ما بين 13 و18 عاما، أي في مرحلة المراهقة، وهي فترة حساسة وصعبة جداً، وهو ما يتضح من خلال الحالات التي وقفت عليها لجنة الحماية، أو عن طريق الاستشارات التي ترد لإدارة التوعية الإسلامية، أو الوقائع التي تتابعها إدارة التوجيه والإرشاد".

وأوضحت الغامدي ـ على هامش فعاليات "اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة" التي أقيمت بمجمع الأمل للصحة النفسية ـ أول من أمس، أن "أبرز مظاهر التعنيف هو الطلاق أو التهديد به، حيث تكون الفتاة المراهقة ضحية بين والدها ووالدتها، وتستخدم كوسيلة لضغط كل منهما على الآخر". وقالت: "بعض الأوقات نسجل من 4-5 حالات في الشهر، ويتم اتخاذ معها كافة الإجراءات اللازمة من الدعم والمساندة، حيث تقوم لجنه الحماية الاجتماعية ببحث الحالة، وإقرار الإجراء المناسب حيالها، وفي بعض الأوقات يتم حل المشكلة بسرعة متناهية، وأحيانا تتطلب منا الشخوص على الحالة، والوقوف على مشكلاتها، وتسهيل أي عقبات تتعلق بها، مثل العمل على مواصلة تعليم المعنفة، أو نقلها لمدرسة تتناسب مع وضعها، وبعد التصحيح والعلاج تتم متابعتها نفسيا، ودراسيا وأسريا". وأشارت الغامدي إلى أن "المراهقات المعنفات يتعرضن عادة لأشكال مختلفة من العنف كالاضطهاد، والإيذاء اللفظي، والضرب، والتهميش، والحرمان من الحقوق، وأهمها الحنان والأمان في فترة هن في أمس الحاجة لها، مما يقود الفتاة إلى الاختناق، والجفاف العاطفي، والخوف من السلطة الغالبة من حولها، وبالتالي يؤدي بها في النهاية إلى الخضوع، والانكسار، والتحطيم، وقد يؤدي بها الأمر إلى الإنجراف للبحث عن مصدر الراحة، أو الأمان لدى من يلبي لها هذه الحاجات".

وسردت عضو لجنة الحماية الاجتماعية نماذج للحالات التي باشرتها، قائلة: "من الحالات المؤلمة جدا والتي تابعتها تزويج فتاة في الـ16 من عمرها لمسن بهدف الربح المادي، لتبدأ معاناتها مع زوجها بالضرب، والعنف اللفظي والبدني، وقامت لجنة الحماية بتعاون الجهات المعنية بمتابعة الحالة بشكل خاص، وعلاجها صحيا من آثار الضرب، ونفسيا من المعاناة التي عاشتها.

وأكدت الغامدي، أن "أعضاء لجنة حماية يطلعون على الحالة بكل سرية، ومن ثم يبحثونها، ويقومون بتذليل العقبات أمامها، والتشارك مع الإدارة المدرسية لوضع الحلول.