سألني الأخ الحجري من سلطنة عمان عن فيلم ملك الخواتم والتيتانيك؟ فأما ملك الخواتم فلا أعرفه إلا أن يكون ملك الصراع والحلبة (King of Ring)، أما التيتانيك فهو جيد، ولكن يجب الانتباه أكثر إلى علاقة الحرام في نزوة من امرأة خانت زوجها، وشاب طائش يبحث عن المتعة العابرة في فتاة مثيرة وزوجة غنية؟ جلّ ما تتعلم منه رقص إيرلندي مستهتر وكيف تتسابق في البصاق؟ نعم لقد كان يمرِّنها كيف تبصق وتبصق من على ظهر التيتانيك فتلوث الأرض وتزيد في مسافة الأمتار في بصقتها عمن معها من هذا الشاب المستهتر، وبالطبع فالفيلم صور رومانسية هائلة وحب من امرأة تخون زوجها تلجأ فيه لأحضان شاب عابث طامع وينكحها علنا في عربة مكشوفة في قبو السفينة، ولكنها هوليوود أم السحرة المكرة، وعموما في أفلام أمريكا التي يصنعها السحرة المكرة المهرة يزوقون الأشياء ويقربون ويبعدون بحيث يفسدون الذوق السقيم؟

في فيلم المريض الإنجليزي تخون المرأة زوجها وتهرب مع صديق زوجها، لماذا لايفسخون هذه الخطبة النكدة والزيجة النكتة وتتزوج بالحلال الجديد المريب الذي لن يزيد عن الأول بطول قامة وعظم هامة ونشاط جنسي أحر، عفوا من التعبير ولكنها هوليوود مفسدة الأخلاق ومخربة البيوت بالاستهتار.

فيلم بتهوفن بعنوان براق المحبوبة الخالدة (Immortal Beloved) لهذا الموسيقار الأطرش ولكنه كان عبقريا، يحب بالخفاء زوجة أخيه وينكحها سرا ويحبلها في الظلام، ثم يواعدها في فندق كارلسباد فلا يلتقيان ويجن جنونه وهو مجنون ويبقى كما يزعمون على هذا الحب الخفي ويطالب بابن أخيه بالوصاية الذي هو ولده بالسفاح للفراش، وللعاهر شيء آخر، بعد أن يموت أخوه زوج المحبوبة! والسؤال لماذا لايتزوجها وقد مات زوجها وغاب؟ لا ...إن الزنى السري ألذ وأطيب عفوا؟

هكذا تزين الأفلام القذرة وتشجع على الفاحشة والله يعدكم مغفرة منه وفضلا..

كذلك فيلم الحرف القرمزي (Scarlet Letter) قريبا من هذا ويزني بها القس الواعظ سرا ويحبلها سرا وتحدث مشكلة كبيرة تقرب من حبل المشنقة؟

أما فيلم غير الوفية (Unfaithful) فألعن وطامة كبرى من امرأة عندها طفل جميل وزوج نشيط وسيم، ولاينقصها شيء إلا البطر والرعونة والملل وتجديد الحياة بطريقة سقيمة مضرة خائنة؟

إنه فيلم يشجع على النزوة والحرام وخيانة العائلة والقفز لجانب كما يقول الألمان (Seiten Sprung) وقليل من الرجال الألمان من نجا منها، بل تنشر مجلاتهم وجرائدهم بكل صفاقة أنباء مرعبة من هذه الخيانات، وكلها طبعا من حرية التعبير بل قلة الحياء؟ والحياء والإيمان قرنا جميعا، فهذا هو سر انهيار المجتمع الألماني وضمور سكانه بحثا عن المتعة بدون تحمل تكاليفها من عائلة وأولاد؟

وهو ما يريده نصف المثقف تيلو سراتسن (Thilo Sarrazin) في كتابه الجديد بعنوان ألمانيا تنهي نفسها بنفسها (Deutschland schaft sich ab) يعني بها ضمور الشعب الألماني وتناقص سكانه مقابل كثرة ولادات الأتراك، بل إن مجلة الشبيجل الألمانية تذكر عن أحد مستشاري إردوغان أن عنده ثلاث زوجات وعمره 61 سنة ويبحث عن رابعة، يقولونها باستهجان؟

إنها ليست الحياة المثالية، ولكن أليست أفضل من فيلم بتهوفن والخائنة والمريض الإنجليزي وعشرات من أمثال هذه الأفلام السقيمة السخيفة المضرة بالذاكرة؟