الضغوط تحاصر منتخبنا، فهو لم يكن يستحق الخسارة من الصين في استهلال مشوارهما بكأس آسيا بأستراليا أول من أمس، بل كان أقرب إلى الفوز قبل أن تضيع ركلة الجزاء بداية الشوط الثاني الذي قدم فيه الأخضر مستوى جيدا قياسا بالفترة الماضية والظروف التي تواجهه قبل بدء النهائيات، وتلقى هدفا (بالخطأ) في الدقيقة (81).

والمشكلة في كثيرين لدينا أنهم يريدون كل شيء بمستوى ممتاز ونتائج إيجابية حتى في أسوأ الظروف، ومازالوا يحلمون بأخضر الفترة الذهبية التي تسيد فيها القارة.

المنتخب الصيني واجهناه في التصفيات التمهيدية وهزمناه في الدمام 2/1 وتعادلنا معه على أرضه سلبيا، وعاد وفاز علينا في النهائيات أول من أمس بهدف، وهذا يؤكد التقارب الكبير بين المنتخبين وعدم مفاجأة النتيجة لأي منهما.

كلنا نعي وندرك أن منتخبنا يعيش مرحلة مضطربة قبل دورة الخليج بالرياض، وتضاعفت المسؤولية بعد خسارة لقبها على أرضنا، وواكبها قلق وردح وضغوطات حتى بعد التعاقد مع كوزمين مدربا موقتا (بالفزعة)، ورغم أنه خرج خاسرا أمام الصين (بالخطأ) بعد أن ارتطمت الكرة بظهر نواف العابد الذي تحرك من الحائط البشري، وقبل ذلك ضاعت ركلة الجزاء من قدم نايف هزازي، إلا أن كثيرين مازالوا يكيلون بمكيالين ويرشقون المدرب واللاعبين ويعمقون السلبيات.

المباراة في تدرج معطياتها الفنية والمعنوية تؤكد تصاعد قيمة العمل، مع ملاحظات طفيفة كانت (قد) تجلب نتيجة أفضل بتغيير مبكر وإقحام محمد السهلاوي ويحيى الشهري لإنعاش الوسط والهجوم، لكن المدرب أيضا لا يلام كثيرا، فهو يريد المزيد من الاستقرار طامعا في عطاء أفضل وخصوصا أن النتيجة كانت تعادلية حتى آخر عشر دقائق وبعد ذلك تفاعل بالتغيير، علما بأنه كان ينوي إقحام السهلاوي قبل الهدف.

الفرق الأربعة في مجموعتنا متقاربة المستوى، وهذا يعزز فينا إمكانية الفوز في المباراتين القادمتين والتأهل بشرط تناغم اللاعبين كمنظومة وتحمل المسؤولية في تقديم ما يشفع بالفوز، وخصوصا أن أوزبكستان كسب كوريا الشمالية بهدف (خاطف)، مع أفضلية في سرعة أداء الأوزبكيين، ولذا من واجبنا أن نثق في البعثة الخضراء كاملة وأن نعزز في المدرب واللاعبين عوامل التأهل، والأمل يحدونا أن نحقق ما نصبو إليه. وبعد البطولة نعيد التقييم بعد معرفة رأي المسؤولين وتبريراتهم وخططهم المستقبلية بعد مرحلة مضطربة ومزعزعة.

وفي هذا السياق، لن تنتهي قضية الميول والمطالبة بلاعب من هذا النادي أو ذاك وانتقاد لاعب في النادي المنافس أو مهاجمته والافتراء عليه حد القذف والإساءة إلى عائلته، وهذه أمور تصيب الرياضة في مقتل وتنفر منها، ولا سيما في ظل اللامبالاة من قبل الجهات الرقابية والمسؤولين وعدم قدرة بعض القياديين على تأدية مهماتهم وواجباتهم وتحمل مسؤولياتهم، والأسوأ في الجهات المتخصصة التي تبطئ في البت في القضايا وكأنه (دعم مبطن) للمخلين والمفسدين والعابثين بأعراض الناس وآدميتهم.

ويتفرع الحديث في كأس آسيا إلى المنتخبات العربية التي حوصرت بالنقد والهجوم في أول جولة وهي تواجه فرقا أفضل منها وبتوقعات مسبقة بعدم ذهابها بعيدا، ومع ذلك يطالبونها بما فوق طاقتها وما يتعارض مع التوقعات المبالغ فيها أحيانا..!

ويوم أمس تجرع المنتخب القطري (بطل الخليج) خسارة (رباعية) قاسية وموجعة من جاره الإماراتي البطل الأسبق للخليج، مع أن التوقعات قبل اللقاء ترنو إلى فوز أحدهما بفارق هدف أو هدفين أو تعادلهما، وبالتأكيد ستكون لهذه الخسارة تبعاتها على العنابي، وهي بمثابة تجاوز أكثر من نصف المشوار لتأهل الأبيض، ليس تقليلا من المنافسين ولكنها معادلات مسبقة بتنافس الإمارات وإيران على البطاقتين، وهذا ماحدث في أول جولة بفوز إيران أيضا على البحرين 2/0.