بعبارة قصيرة ومختصرة، يمكن للسحر أن ينقلب على الساحر، وهنا أقصد أن الصحف المطبوعة من خلال مواقعها الإلكترونية باستطاعتها أن تتغلب على الصحف الإلكترونية، ولكن في البداية: ما الصحف الإلكترونية؟

بطبيعة الحال هي الصحف التي ولدت في الفضاء الإلكتروني وليس لها نسخة مطبوعة، ولكن المتخصصين صنفوا المواقع الإلكترونية للصحف المطبوعة والإذاعات والقنوات ووكالات الأنباء على أنها جميعها صحف إلكترونية لأنها تقوم بنفس الهدف وبتحقيق الخصائص التقنية كافة للصحافة الإلكترونية.

عندما ظهرت الصحف الإلكترونية الفردية وعلا شأنها وبان صيتها، كانت التخوفات من سطوة الإلكتروني على المطبوع في الجانبين التحريري والإعلاني، ولهذا شهدت سوق الصحافة الإلكترونية السعودية عبثا لا مثيل له يستوجب التوثيق، إذ تجاوزت الصحف الإلكترونية 2000 صحيفة، والمصرحة لها لم تبلغ 700 صحيفة.

يقول رئيس تحرير صحيفة إلكترونية شهيرة، لو سخرت الصحف المطبوعة نصف إمكاناتها للعمل الصحفي الإلكتروني سنعرض صحفنا للتقبيل، وهذا يؤكد أن الصحف المطبوعة لديها القدرة على المنافسة بل بسحب البساط تماما لأنها في الأصل تعمل بتنظيم وفق منهجية مؤسسية وليست فردية. وفي المقابل، يمكن الجزم بأن الصحف المطبوعة لم تقم بسوى 20% من خصائص وسمات الصحافة الإلكترونية عبر مواقعها، إذ تسير بطريقة سدد وقارب، وللأمانة فإن هذه الصحف المطبوعة لن تبلغ الهدف حتى تسعى إلى استراتيجية عملية منهجها تفعيل التقنية وتسخير الإمكانات المادية والبشرية.

الخيار ما زال بيد الصحف المطبوعة حتى تسحق الصحف الإلكترونية الفردية، أو أن الأخيرة تدرك الموقف وتلعب على نقاط الضعف عند الصحف التقليدية. الفرص متاحة للطرفين فأيهما يقدم للآخر تابوت الصحافة الإلكترونية؟