"المهمة الصعبة" في "الوقت الصعب"، والحقيبة الثقيلة التي تضم ملفات كبيرة تقود الرأي العام وتوجهه نحو "الانتماء الوطني" بعيدا عن المهاترات والتعصب، هي الحقيبة التي يباشر حملها اليوم وزير الثقافة والإعلام الجديد الدكتور عبدالعزيز الخضيري.

سبع ملفات شائكة، تتطلب عملا كبيرا وجهدا متواصلا من الوزير الجديد، ملفات لا تقبل التأجيل، وعليها يراهن الجميع لتحقيق الأمن الفكري، وحمايته من العنصرية والتصنيف وبث الفكر الدخيل والمحرض سواء في وسائل الإعلام التقليدي أو الجديد أو منابر الثقافة.

وبالرغم من أن الخضيري الذي صدر أمر ملكي بتعيينه وزيرا للثقافة والإعلام أمس، جاء من خارج التخصص الإعلامي، إلا أن كثيرين يراهنون على تمرسه الإعلامي، وصداقته الدائمة للإعلاميين، وترؤسه عددا من اللجان الهامة التي تنضوي تحتها لجان إعلامية حققت نجاحات سابقة في المهام التي أدارها الدكتور الخضيري.

أربعة ملفات إعلامية وثلاث أخرى ثقافية وصفها المتابعون بـ"العاجلة" التي تتطلب تنظيما وتدخلا سريعا يعيد من خلالها الوزير الجديد التوازن الإعلامي والثقافي إلى فضاء الوطن.

أستاذ الإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور شارع البقمي أكد لـ"الوطن" أمس، أن تعيين الخضيري وزيرا للإعلام بشرى للإعلاميين، مشيرا إلى أنه صديقهم والرجل الذي يتمتع بشفافية عالية، وهاتفه الشخصي مفتوح لكافة الإعلاميين للحديث عن كافة ما يحتاجونه إبان توليه مناصب قيادية سابقة.

وقال "ملف الإعلام الطائفي هو أبرز الملفات الملحة التي تنتظر الوزير الجديد، وهذا الملف تحديدا يجب أن يفتح فورا وتتخذ كافة الإجراءات الكفيلة بمنعه، واجتثاثه عبر التوعية أولا ثم العقوبة ثانيا"، وأكد أن ملف "التصنيف الفكري لوسائل الإعلام" هو أيضا ملف حساس، متسائلا: لماذا يسمح لكل من أراد أن يصنف وسائل الإعلام الوطني؟، أو يصنف رموز الإعلام؟ ويكتب ذلك صريحا في وسيلة إعلامية أخرى.

وأوضح البقمي أن الإعلام الإلكتروني هو أيضا من الملفات التي تحتاج إلى تنظيم، ليتمكن هذا الجيل الجديد من الصحف الإلكترونية من تحمل مسؤولياته الوطنية، ويبتعد عما أسماه بـ"بث الإشاعات".

واختتم البقمي حديثه بالملف الرابع الذي أطلق عليه ملف "التعصب الإعلامي الرياضي"، قائلا "التعصب الإعلامي الرياضي ينعكس سلبا على إعلام الوطن، ويخلق فجوات بين مجتمع الشباب تؤدي في النهاية إلى خلق صراع فكري رياضي، وأن هذا التعصب وصل ذروته في الوقت الحالي، وهو ما يتطلب تدخلا قويا من وزارة الإعلام لتنظيم الإعلام الرياضي ووضع الضوابط التي تسهم في تخفيف حدة هذا التعصب. أما في الجانب الثقافي، فشدد رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بجدة الدكتور عبدالله السلمي، على أن الملف الثقافي الأول الذي ينتظر الوزير الجديد هو إعادة تنظيم المؤسسة الثقافية لتكون متوازية مع ما طرأ على المؤسسة الإعلامية من تنظيمات أنتجت هيئات مستقلة للإعلام المرئي والمسموع، والإذاعة والتلفزيون، وغيرها.

أما الملف الثقافي الثاني فأكد أنه يتمحور حول "بناء جسور ثقافية مع العالم"، مشيرا إلى أن ثقافتنا لا زالت تحاور نفسها لغياب الشراكات مع المؤسسات الخارجية التي تمكن المؤسسات الثقافية من إيصال ثقافة الوطن إلى العالم الخارجي. واختتم السلمي حديثه بالملف الثقافي الثالث الذي وصفه بـ"الشأن الثقافي المحلي"، مؤكدا أنه يختص بأداء الأندية الأدبية، التي أنشئت منذ 40 عاما وهي مازالت لم تبلور عملا منظما ومتميزا، بل أصبحت مقرات للتنافس على المقاعد دون فعل إيجابي، في الوقت الذي يعيش الوطن منعطفات فكرية هامة يجب على الأندية الأدبية أن تمارس مهاما لخلق التوازن في هذه المنعطفات الفكرية.