بالحسابات البديهة نتوقف عند ثقوب وعيوب حياتنا اليومية بشيء من القلق لمعرفة مساراتنا المستقبلية، وبالحسابات العشوائية كل شيء على ما يرام والبعارين والفقع والمفحطون، ومفطحات الولائم، ترفع أسهم بورصة ثقافة التسطيح.
بالحسابات أقف عند المكافآت الرمزية فالطالب الجامعي يحصل على 850 ريالا شهريا وكلية التقنية - تخرج لنا طالبا بمؤهل "دبلوم" - يحصل على ألف ريال شهريا، التحفيز يصل منتهاه مع الشاب الخامل الذي يتسدح ويتبطح وفي الأخير يحصل على ألفي ريال من "حافز"، والموظف المهمل " المبزوط" يتسبب في نشر أمراض الضغط والسكر والانفلات لقياداته العملية وإذا ضاق صدره اتجه لـ"ساند" ومن نسبة رواتب قياداته وزملائه في العمل يحصل على قوت يومه.
فإلى أين نتجه بحسابات نتاجنا الفكري والبناء الاجتماعي؟ هل للمنتج الجامعي الذي ينهض بالأمم بحوافز معقولة، أم للمنتج النائم على وسادة "حافز" و"ساند"؟ أم للضمان الاجتماعي عند أرذل العمر؟
نهدي الأغنياء الهدايا الفاخرة ونهدي المحتاجين الملابس البالية وبقايا الأكل، فكيف نحسب، نتسابق على الولائم ونتغافل عن زيارة الأرحام والمرضى، نتجاهل المحتاجين ونطرق أبواب الأثرياء وننسى الجار الذي يبات "جائعا" فكيف ينام من بات جاره جائعا؟
تقول المخدرات الرقمية حوالي 1600 مهرب مخدرات، 41 مليون أقراص الإمفيتامين، 37 طنا من الحشيش، 526 كيلو جرام كوكايين، وكميات هائلة من الهيروين ومادة الشبو المخدرة وبلاوي مرسلة لسوق تدمير البشر واغتيال الإنسانية، وللعلم هذه الكميات مكتشفة في عام واحد فقط، فكيف تحسب الحسابة الكميات التي تم تسريبها ووصلت للبيوت والمزارع والاستراحات المحصنة؟ وكم عدد الضحايا سنويا؟ وكم يترتب على ذلك من خسائر بشرية ومالية لتعقب المهربين وعلاج المتورطين؟.. حاسبوا قبل أن تُحاسبوا.