كان بالإمكان أن نخرج على أقل تقدير متعادلين ظهر أمس مع المنتخب الصيني في مباراتنا الافتتاحية في أمم آسيا 2015، ولكن ضاعت فرصة ضربة الجزاء، ولحقها الحظ السيئ بتغيير اتجاه كرة الهدف الوحيد للمنتخب الصيني ليخرج المنتخب السعودي بهزيمة جديدة تكمل خسائر الدوحة الثلاث في عام 2011.

هناك كثير من الأخطاء الفنية في المباراة سواء في التشكيل الأساسي أو التأخر في التغييرات أو منهجية اللعب حيث طغت الأنانية والفردية على الأداء بشكل عام، وهو الأمر الذي أثر بشكل مباشر في النتيجة النهائية لأن عناصر المنتخب السعودي أفضل من عناصر المنتخب الصيني ولكن الجماعية والقتالية والروح العالية شبه معدومة وكان الجميع ينتظر أن تمطر السماء فوزا دون بذل وعطاء مضاعف لتحقيقه.

في رأيي أن المنتخبين الصيني والسعودي هما أضعف فرق المجموعة، وأن أوزباكستان لديها كثير من الأداء المقنع الذي قد يقودها إلى نقطة بعيدة في هذه النهائيات، ومنتخب كوريا الشمالية لم يكن سيئا حتى وهو يخسر بهدف، ولذلك فإن هذه المجموعة قد تشهد تغييرا في جولتها الثانية وجولتها الأخيرة.

المطلوب في المباراتين المقبلتين تقديم عطاء مميز يبدأ من التشكيل الصحيح باختيار العناصر القادرة على صنع الفارق بأدائها وروحها العالية وبعيدة عن الضغوط ولديها ثقافة الفوز ثم بدراسة الخصم والاستفادة من الثغرات الموجودة فيه، والتوكل على الله أولا وأخيرا وسيكون الفوز حليف الأخضر بحول الله.

ليس هناك متسع من الوقت لفتح كل الملفات الآن ومناقشتها، المطلوب هو التركيز العالي على المباراتين القادمتين وعلى إدارة المنتخب بذل جهد مضاعف لإقناع اللاعبين بأن لديهم القدرة الفنية لتحقيق ست نقاط والتأهل عن المجموعة والمهم نسيان الخسارة الأولى.

هناك إجراءات وسيناريوهات يتم وضع اللمسات الأخيرة عليها لما ستؤول عليه الأمور وخاصة في حال استمرار تدهور الوضع وهناك اجتماعات لترتيب البيت من جديد في المرحلة القادمة ولكن أؤكد أن الأمر يحتاج إلى عدالة وإنصاف والاستفادة من أصحاب الخبرة والرأي والممارسة الميدانية لمعرفتهم بأدق التفاصيل.

كل المنتخبات العربية التي لعبت حتى الآن في البطولة تلقت هزائم الكويت وعمان والسعودية وأفضلها المنتخب العماني الذي خسر بهدف من منتخب قوي ومرشح وهو المنتخب الكوري الجنوبي، أما الكويت فإن المشاكل الداخلية يبدو أنها عصفت بذلك الأزرق الجميل، وتلقى خسارة ثقيلة جداً وبالأربعة من البلد المضيف أستراليا.

ولأكون أكثر وضوحا، فإنني أستبعد أن يصل أي منتخب عربي لدور الأربعة، ولو رأينا منتخبا عربيا في هذه الدور، فهذا بصراحة إنجاز لأن المنتخبات العربية بعيدة جداً فنياً عن كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا وإيران وأوزباكستان، وهذه المنتخبات هي الأقرب للعب في المربع الذهبي.

في النهاية لا دورة الخليج العربي ولا بطولة غرب آسيا ساهمت في تطوير أداء المنتخبات العربية في نهائيات الأمم الآسيوية، ولذلك مهم جدا إعادة دراسة وضع هاتين البطولتين، وخاصة موعد إقامة دورة الخليج حيث يتعارض بشكل مباشر مع نهائيات القارة حيث تقام الدورة قبلها بشهرين مما يؤثر سلبا في المنتخبات المشاركة هنا وهناك.