ضغوط الحياة متعددة وكثيرة، وكلما كبر الإنسان في العمر كلما زادت التزاماته تجاه عائلته وأصدقائه والآخرين، وكلما أضحى معرضاً للمزيد من الضغوط ونوبات الإزعاج المتكررة، والتي بالتأكيد ستؤثر بالسلب على نفسيته وحياته اليومية بشكل عام.
لكن ألا يستطيع الفرد الهرب - ولو لفترات قصيرة- من تلكم الضغوط؟ بل أليس من الواجب عليه أن يخرج من تفاصيل مشكلاته ومشكلات الآخرين إلى مكان قصي لا يفكر بتلكم المشكلات أو الضغوط، ليلتفت إلى روحه وما تحب؟ بالطبع يجب أن يكون لكل منا ما يطلق عليه بالـ"فقاعة Bubble" الخاصة به وحده، حالما يدخلها تنقطع علاقته بكل ما سبق، والفقاعة تلك تختلف من شخص لآخر، فالبعض تكون فقاعته هي إغلاق باب غرفته والانكفاء لقراءة كتاب أو مجلة، بينما آخر فقاعته مجرد قضاء ساعة تريّض ومشي حر، وآخر يقضي فقاعته في احتساء كوب قهوة ساخن دون أن ينبس ببنت شفة، المهم أن تكون تلك الفقاعة حصرية لك وحدك، دون خرقها بثرثار مزعج أو صديق لا يشاركك اهتماماتك الخاصة.
الفكرة هنا أن تبتعد قدر الإمكان عن واقعك الحالي، وتهرب إلى مساحة مفتوحة تطلق فيها العنان لمشاعرك ولأفكارك، دون أن يكون فوقك وصي أو دونك مراقب، فقط أنت وحدك من يناقش خوالجه.. أنت وحدك من يبتسم.. وأنت وحدك من يحقق الرضا الداخلي دون اهتمام بما يقوله أو يفكر به الآخرون!
ودعني أصدقك القول أنك ستعود براحة نفسية أفضل وبحلولٍ مبتكرة لم تفكر بها، ولك أن تتصور يا صديقي أن هناك مليون فقاعة ويزيد تنتظرك لتقتحم بها عزلتك، فقط اختر منها ما تهواه نفسك، وانتخب منها ما يحقق الانفصال اللحظي عن واقعك، حينها ستشعر بلذة الفقاعة، وتتحول مع مرور الزمن إلى طقسٍ دوري لا يمكن أن تتنازل عنه.. فقط جرب..
عبدالرحمن السلطان