ثمّة ظاهرة لافتة في محطات الوقود على الطريق السريع بين الرياض والمجمعة..

قد تكون جالسا في سيارتك تتزود بالوقود فتقف بجوارك سيارة فيها رجل وزوجته ويخبرك بأنه قادم من الكويت أو من أي مكان وبحاجة للمساعدة!

قد تفاجأ بشاب يتقدم منك ويطلب منك الوقوف معه ومساعدته لأن سيارته تعطلت.. أو بحاجة للوقود!

قد يتقدم منك آخر بهيئة مريبة ويطلب المساعدة!

قد تتقدم منك امرأة متحجبة بالكامل وترتدي قفازات ـ حتى تكتمل الصورة ـ وتمد يدها باستعطاف بالغ!

قد تتقدم منك طفلة صغيرة.. طفل.. امرأة تحمل رضيعا.. متسولون من كل جنس ولون وعمر.. وبطرق وأشكال وأعذار مختلفة.. ليلا ونهارا.. أناس منتشرون عند هذه المحطات.. لا تدري من أين يأتون.. وأي سيارات تقوم بإيصالهم ومن ثم العودة لتجميعهم.. وما جنسياتهم؟!

الغريب ليس وجود المتسولين.. المتسولون موجودون على مر التاريخ.. الغريب هو انتشارهم بهذه الصورة العجيبة خلال هذه السنة.. لم أكن بحاجة للصور التي أرسلها لي بعض القراء.. الصورة أشاهدها بوضوح في كل مرة أسلك هذا الطريق..

كنت أتزود بالوقود في إحدى هذه المحطات حينما وقف إلى جواري أحد الشباب شارحا لي ظروفه ـ بلهجة محلية متصنعة ـ بغرض الحصول على المال.. قلت له: لماذا لا تعمل؟!.. قال أين الوظيفة؟ قلت له "يا أخي اعمل أي عمل حتى تحصل على الوظيفة التي تريد.. اعمل إن شاء الله تعمل في غسيل السيارات هناك" ـ وأشرت له بيدي إلى مغسلة تابعة للمحطة ـ رمقني باستغراب قائلا: أنا أشتغل في غسيل السيارات؟! ـ قلت له: أليس ذلك أحسن من أن تريق ماء وجهك كل يوم في التسول!

الخلاصة: هؤلاء المتسولون ـ وخصوصا النساء ـ ظاهرة عادت للانتشار مجددا.. وأكثر من ذي قبل.. وبحاجة للمتابعة، يجب معالجة أوضاعهم إن كانوا وافدين أو مجهولي الهوية.. أما إن كانوا مواطنين فتقوم لجان مكافحة التسول بتحويلهم للجمعيات الخيرية التي تتكدس بالأموال.. الإنسان لا يصل لمرحلة التسول إلا حينما لا يجد قوت يومه..