أوضحت مصادر يمنية مطلعة لـ"الوطن"، أن مجاميع مسلحة من الحوثيين قامت يوم أمس بتنفيذ عملية اقتحام مباغتة لمقر الكلية الحربية بصنعاء في خطوة تصعيدية أعقبت رفض وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي طلب جماعة الحوثي باستيعاب 250 شخصاً من الجماعة في الكلية الحربية.
وأكدت المصادر، أن مسلحي جماعة الحوثي سيطروا على مبنى الكلية الحربية، التي تعد من أهم المنشآت التعليمية التابعة للقوات المسلحة، الواقع في منطقة الجراف، التي تعد المعقل الرئيس لجماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، واحتضنت المئات من الدورات التدريبية للجنود.وبحسب المصادر، فإن مسلحي جماعة الحوثي اقتحموا الكلية وسيطروا على بواباتها وأبراج المراقبة التابعة للحراسة، موضحة أن الحوثيين سيروا دوريات داخل ومحيط الكلية.
في غضون ذلك، كشفت مصادر عسكرية مسؤولة عن رسالة تحذيرية وجهها وزير الدفاع الصبيحي لقيادة جماعة الحوثي بسرعة سحب المجاميع المسلحة التابعة للجماعة من المنافذ البرية لمحافظة تعز، جنوبي البلاد، مشيرة إلى أن قوات المنطقة العسكرية الرابعة رفعت جاهزيتها لمواجهة أية محاولات للحوثيين لاقتحام المحافظة.
وأكدت المصادر لـ"الوطن"، أن الصبيحي وجه قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بمنع سقوط محافظة تعز في قبضة الحوثيين واستخدام قوة الردع العسكرية كخيار اضطراري في حال أقدم الحوثيون على تنفيذ تهديداتهم باقتحام المحافظة والسيطرة عليها قسرياً.وأشارت المصادر إلى أنه تم اتخاذ تدابير عسكرية مشددة لمنع تمدد الحوثيين إلى المحافظات الجنوبية من خلال تعزيز قوات الحماية العسكرية المتمركزة في العديد من المناطق الحدودية التي تربط شمال البلاد بجنوبها.
في الأثناء، أكدت مصادر سياسية على صلة بتطورات الأوضاع في اليمن، عدم وجود بودار مبادرة خليجية ثانية لحل الأزمة القائمة في البلاد، وذلك رغم التقييم السلبي للعملية السياسية التي ارتكزت على المبادرة الخليجية، التي تم التوصل إليها من قبل الأطراف الداخلية والخارجية لاحتواء أحداث العام 2011 وأدت إلى خروج الرئيس السابق علي عبدالله صالح من السلطة.
وجددت هذه المصادر التأكيد على أن الأنباء التي تتحدث عن مبادرة خليجية ثانية تقودها سلطنة عمان، مجرد تكهنات لا تستند إلى وقائع حقيقية، وأن المجتمع الدولي يبحث في زيادة الضغوط على الأطراف السياسية في البلاد لتنفيذ المبادرة الخليجية التي تقوم عليها العملية السياسية في الوقت الحاضر.
ومن أبرز هذه الضغوط ترك الرئيس السابق للبلاد أو وقف تدخله في العملية السياسية باعتباره صار من الماضي، وذلك بعد سلسلة من التدخلات التي تكررت من قبل صالح خلال الفترة الانتقالية وأدت إلى زعزعة الاستقرار في البلاد، وكانت من نتائجها اقتحام جماعة الحوثي للعاصمة صنعاء في شهر سبتمبر الماضي.
ونفى المبعوث الخاص للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور صالح بن عبدالعزيز القنيعير ،أن تكون زيارته الثانية التي اختتمها أمس قد استهدفت عرض مبادرة خليجية ثانية على الرئيس عبدربه منصور هادي وممثلي المكونات الرئيسية السياسية في البلاد. وقال القنيعير: "الزيارة التي استمرت لثلاثة أيام كرست للاطلاع عن كثب على طبيعة التطورات والمستجدات القائمة على الساحة وتأكيد دعم دول مجلس التعاون للجهود التي يبذلها الرئيس هادي والحكومة والقوى السياسية للتسريع بتنفيذ ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.