ما بين ثمامة الوسطى والحجاز، تكمن قرية صغيرة جداً، يكاد لا يسمع عنها إلا القليل في عالم "الميديا" والإعلام المفتوح، بل إذا أردت معرفة اسم تلك القرية، فما عليك سوى أن تيمم شطر "جوجل إيرث" الذي ظهر عام 2004، وهو برنامج خرائطي وجغرافي معلوماتي يعطي المستخدمين إمكانية استعراض أي منطقة عبر الأقمار الصناعية.

ثمامة أهل الرياض اختزلها الأهالي سياحة ومعرفة، أما ثمامة الجداويين "قرية مستورة" الساحلية الواقعة شمالي البحر الأحمر، فإذا أردت أن تعرف المزيد عنها فعليك التوجه إليها من العروس "جدة"، بمسافة تتجاوز الـ200 كيلو متر، وحتى تصل إلى "برها وبحرها" فعليك قضاء ساعتين من الزمن لتدخل إلى مناطق التخييم، التي أضحت مقصداً للجداويين في عطلة نهاية الأسبوع يبتعدون فيها عن هموم حياتهم اليومية، وأعباء أعمالهم الوظيفية، والزحام.

لم ينصف القرية الصغيرة سوى بضع صفحات قليلة في مواقع الشبكة الإلكترونية وحساب "تيوتري" واحد @MASTURAH_News يحاول القائمون عليه الترويج لقريتهم التي تتمتع بأجواء خلابة عند قرب دخول الشتاء بكل تفاصيله، ويمكن القول وأنت تتحدث عمن أنصف تلك القرية، لا يسعك إلا أن تقدم الاحترام لمحتوى النص العربي في موسوعة "ويكيبديا"، الذي أعطى إشارات حتى ولو كانت قليلة عن ملامح ساكنيها الذين ينتمون إلى عشائر عدة.

القرية التي يبلغ عدد سكانها وفقاً للمصادر الرسمية ما بين 13 إلى 15 ألف نسمة، سميت بذلك - وفقا لعدد من الروايات - منذ أن سقطت بها إحدى النساء قديما، ووجدها المقاتلون متسترة بالكامل، فرددوا عبارة "دعوها فإنها مستورة". في الطريق إلى مستورة، تشد انتباهك "المخيمات" الجاهزة التي اصطفت على جانبي الطريق، والتي تعد "تجارة رائجة" هذه الأيام تدعم "الاقتصاد السياحي" للقرية، والتي هيئت بشكل متقن للشباب والعائلات كل على حدة.

وتعد قرية "مستورة".. مصدراً لجمع الملح وصيد الأسماك، وتشتهر لدى القرى المجاورة بسوق "حراج" السمك عصر كل خميس، إذ يطرح الصيادون أصنافا كثيرة من أنواع السمك، ومن أهم محاصيلها الزراعية "الحبحب العثري" الذي يأتي عن طريق مياه السيول.

عمق الساحل الترابي هو المكان المفضل للشباب الذين غالباً ما يأتون إلى هذا المكان للتخييم والاستمتاع بأجواء البر، فـ"الوطن" صاحبت عبدالله، الشاب الذي يعمل في المجال الصحي، وذهب إلى المكان عبر استخدام خارطة الطريق الإلكترونية الـ GPS بسيارة دفع رباعي.

التمتع بـ"التطعيس"، أهم الملامح التي يلجأ إليها الشباب في الاستمتاع بخارطة المكان، وكأنهم يعيدون من جديد قصة "الثمامة" السياحية.