اختلط الحابل بالنابل. لم نعد نعرف هل أصحاب تلك الابتسامات "المصطنعة" الذين يتحدثون عن دعم المنتخب مساء هم أنفسهم الذين يرون أن المنتخب مختطف في الصباح.
اختلفت المقاييس حول المنتخب الذي يعيش وحيدا في أستراليا بين 14 منتخبا آخر يشعرون وكأنهم في بلادهم.
لا يشعرون بغربة الأخضر الذي يعاني "الجور" قبل شراسة المنافس.
في ثلاث مرات سابقة عاد الأخضر من هذا المحفل حاملا كأس البطولة. في المرات الثلاث كان كل الوطن معه. الشوارع تحتفي بنصره. الإعلام يتغنى بنجومه. ما الذي تغير بين سنغافورة وقطر والإمارات، لماذا لم يعد أخضرنا لنا؟، لماذا تم تقسيم ولاء اللاعبين، وحماسهم وغيرتهم وقدرتهم حسب الألوان وليس حسب الشعار الأخضر الذي يرتدونه؟، من أوصل المشجع البسيط المحب لمنتخب بلاده إلى متفرج عادي لا تهمه النتيجة ولا يحزن للخسارة أو يتفاعل مع الفرح؟
غدا الأخضر في مهمتين الأولى أمام الصين في الملعب والثانية أمام المتربصين خارجه.
من أقسى أنواع الظلم أن تشعر أن من يفترض فيه أن يكون داعمك هو من يقف في طريقك. أخضرنا حزين. محاصر بالهموم. قريب من مرمى السهام. من يطالبون بدعم الأخضر مساء في برامجهم والوقوف معه هم من يؤلبون الجماهير ضده ويعزز الفرقة ويدعم توجهات الخلاف. إن أردتم التأكد عودوا إلى الحلقة الجماهيرية في إحدى الجامعات واسمعوا "العجب" في إجابة عن سؤال أسباب استبعاد نور سابقا وعبدالغني حاليا. لتعرفوا أن تغذية كراهية المنتخب تبدأ من هذه الإجابات.
غدا أخضرنا يبدأ مهمة الصين، تابعوه، ادعموه ولو بالصمت. لم نعد نريد مؤازرة كما يفعل غيرنا مع منتخباته. ولكن نبحث عن الحد الأدنى من الدعم وهو ألا نجتر مشاكل الأندية وألوانها إلى أرض الملعب ومنابر الإعلام، ولا نريد أن يخرج علينا من يتباكى على المنتخب وهو الذي طعنه في خاصرته. نريد هدنة فقط لأننا نعرف أن الحرب لن تنتهي.
فاصلة
ـ الكاذبون والمتلونون وأصحاب المصالح ومن ينفخ تحت الرماد وأصحاب المنابر المباعة. ينتظرون عثرة أخضرنا غدا أمام التنين. اللهم ردهم خائبين.