أثارت زيارة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي للبنان ردود أفعال سلبية وسط العديد من القوى السياسية اللبنانية وتحديدا في فريق الرابع عشر من آذار، حيث أشارت مصادر مطلعة إلى أن نوري المالكي "استخف بالمسؤولين اللبنانيين، فرغم لقائه عدداً منهم، إلا أنها كانت لقاءات عابرة وغير ذات أهمية، ذلك أن تركيزه كان منصباً على لقاء مسؤولين في حزب الله".
ومع أن الهدف المعلن من هذه اللقاءات، بحسب ما أعلنه مقربون من المالكي، هو الاطلاع على وسائل محاربة التطرف. إلا أن المصادر أكدت أن المالكي زار بيروت بتعليمات من النظام الإيراني، لبحث موضوع تمويل الميليشيات المقاتلة في سورية إلى جانب نظام الأسد، لاسيما وأنه كان مسؤولاً في السنوات الأربع الأخيرة أثناء ترؤسه مجلس الوزراء العراقي عن ملف تمويل هذه الميليشيات.
وتعليقاً على الزيارة قال منسق عام الإعلام في تيار المستقبل عبد السلام موسى في تصريحات إلى"الوطن": "لم نتوقف عندها كثيراً، خصوصاً أن المالكي بات ورقة محروقة في العراق، وزار طهران بناء على تعليمات إيرانية لبحث أمور تمويل المليشيات، والعراق يعيش اليوم نتائج حكمه من غلو وتطرف وسيطرة داعش على مناطق كثيرة. وأعتقد أن زيارته بيروت بعد إزاحته عن رئاسة الحكومة العراقية لن تقدم أي شيء للبنان. لكن رغم ذلك علينا أن نطرح أسئلة على من قام بزيارتهم، أي حزب الله: هل يعتبرون أن تجربته في العراق أنقذته أم دمرت وطنه بسبب بعدها الإقليمي المتمثل في إيران؟ هل أخذوا العبرة مما حدث في العراق؟".
من جهته، قال الكاتب العراقي صافي الياسري، إن زيارة المالكي لبيروت أخيرا، جاءت على خلفية اعتقال نجله أحمد بتهمة تهريب مليار ونصف المليار دولار إلى لبنان في عملية غسيل أموال، فغادر إلى بيروت للاستعانة بصديقيه، أمين عام حزب الله حسن نصر الله، ورئيس حركة أمل نبيه بري، اللذين لم يكلفا نفسيهما استقباله، تحرجا من هذه الزيارة وأرسلوا ممثلين عنهما إلى مطار رفيق الحريري، ولم ينفعاه بشيء فعاد بخفي حنين".
ونقل الياسري في مقال نشره أمس وتناقلته مواقع إلكترونية، عن مصادر لبنانية قولها إن :" المالكي ونجله يمتلكون سيولة نقدية كبيرة في أحد المصارف اللبنانية التي كانت تحول من العراق إلى لبنان بواسطة إحدى شركات الصرافة العراقية التي يديرها شخص يسمى سيد فرحان".
وأضاف أن تهما كثيرة تحيط بنجل المالكي :"كان قد ارتكبها أثناء فترة تولي والده لمنصب رئاسة الوزراء، كان آخرها اعترافات عصابة للخطف والاغتيالات في منطقة الزعفرانية جنوبي بغداد، وأثناء التحقيق ذكر أحد أفراد العصابة أنه يعمل مع نجل المالكي".
من جهة أخرى، نفى عضو كتلة "القوات اللبنانية" نائب مدينة زحلة البقاعية طوني أبو خاطر ما يروجه إعلام "حزب الله" عن خطر يتهدد زحلة من تنظيم الدولة "داعش"، مشيراً إلى أن الهدف من ترديد هذه المزاعم هو توسيع وتبرير انتشار ميليشيات سرايا المقاومة التي يستغلها الحزب الطائفي لتنفيذ أجندته، وقطع بعدم وجود أي مجموعات مسلحة في المدينة، وقال في تصريحات لـ "الوطن" "أهالي زحلة لا يقبلون إلا بحماية الجيش اللبناني والقوى الأمنية الرسمية، ولا يؤمنون سوى بالعمل المؤسساتي. وكل ما يقال كذب وافتراء، والدليل على ذلك عدد الدعاوى القضائية التي ترفع من قبل متضررين سياسيين وآخرين في محكمة المطبوعات اللبنانية ضد صحف تروج لسياسة حزب الله، فإذا كانت زحلة مهددة فإن لبنان كله مهدَّد، ثم إنه لا توجد مجموعات مسلحة في زحلة، بل إن هناك وجودا للقوى الأمنية الرسمية فقط، وحزب الله يروج أخباراً كاذبة عن المدينة، لذر الرماد في العيون والمتاجرة بهذه المدينة". وعن تصاعد عمليات الاعتداء على الجيش خلال اليومين الماضيين قال "نتوقع حدوث مثل هذه الاعتداءات بين الحين والآخر، لاسيما مع النجاحات التي يحققها الجيش في حماية لبنان من الإرهابيين وضبط الأوضاع في المناطق الواقعة على التماس مع الحدود السورية، حيث يريد البعض إبقاء هذه الحدود في حالة انفلات من أجل ضمان حرية تنقلاتهم، وهذا الوضع يشكِّل خطراً على لبنان ووجوده".
لمعاون محمود علي نور الدين الذي لقي حتفه جراء انفجار العبوة.