ـ كلما أردنا الخروج من دوائرنا الضيقة، وكلما حاولنا التعلق بخيوط الأمل الرفيعة، أعادنا طابور قديم وعقول مسخرة للبقاء في القاع إلى تلك الدوائر الموبوءة بالتعصب والاحتقان وإنكار الآخر كدليل وجود متفرد.

ـ كنت وما زلت أحاول الاتزان في الطرح والرقي بالمفردة، والبعد عن الصراعات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، لكن الواقع يجبرني أحيانا على الخوض في واقع مرير.

ـ أود أن أسأل ذاك الطابور الذي لا أستطيع معه ضبط صوت التلفاز بين مثالية مختلقه واتزان وانفلات بعدها تجاوز الذوق العام وفاق حدود الأدب ووصل إلى الصراخ.

ـ لكل الذين يعتقدون أن ما يقدمونه أو يطرحونه أو يغردون به انتصار للإثارة، ودليل عشق لأنديتهم وجواز مرور لجماهيرهم.

ـ سؤال واحد فقط إن استطعتم الإجابة عنه فسيختفي بعضكم، وسيتوارى آخرون خجلا، وسيصمد في وجهه الفارغون: هل تعتقدون أن ما تقدمونه يمثل رسالة اجتماعية؟.

ـ أجيبوا بضمير كضميركم المستميت دفاعا عن قناعاتكم وأنديتكم.

ـ يقول غاندي "إذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتى ستنتهي؟".

ـ مللنا مناظراتكم الفارغة، وسئمنا سقطاتكم المتكررة، وخجلنا من حوارتكم بل ملاسناتكم ممن يتابعوننا.

ـ أوجه كلماتي إلى كل الذين امتهنوا الإثارة من أجل الإثارة، ومن أجل الكسب المادي.

ـ الإعلام يا سادة رسالة سامية تسمو بالمنتمين إليها وحامليها.

ـ الرياضة يا هؤلاء مبادئ أولها احترام الآخر وآخرها كن ساميا بردة فعلك تجاه الفوز والخسارة.

فتشوا في مبادئكم إن كانت موجودة لديكم.

ـ نقبوا في دفاتركم وأوراقكم إن كنتم تأتون من أجل متلق يريد أن يسمو بفكره.

ـ ما تفعلونه باختصار يا سادة، تدمير لكل المبادئ السامية وتحويل جيل بأكمله إلى جيل عدائي لا يقبل الآخر ولا يعرف وجودا له، ويعتقد في الرياضة ما ليس فيها ولا من أسسها.

ـ أخيرا، إن لم تسموا بطرحكم سيسمُ عنكم متابعيكم مع الوقت. حينها ستصبحون عتبة مكسورة لا أكثر، لن يكترث لكم الآخرون، وسيحاولون تفاديها في طريق سموهم وارتقائهم.