دعونا من جواز إغلاق المحلات أثناء وقت الصلاة أو عدمه. هذه قضية جدلية شائكة تحتاج وقتا طويلا كي يقتنع أحد الطرفين برأي الطرف الآخر، ولذلك فالنقاش حولها "مضيعة وقت"!
الذي أود إعادة طرحه هو فكرة طرحتها عبر قناة "العربية" عام 2010 ـ ومؤكد أن هناك من طرحها أيضا ـ وهو تأخير صلاة العشاء ساعة كاملة في جميع أنحاء السعودية. إذ ليس هناك أي مانع شرعي على الإطلاق يقف دون تنفيذ ذلك.
والدليل هو أن صلاة العشاء يتم تأخيرها ساعة كاملة طيلة ليالي شهر رمضان المبارك! فما الذي يحلل ويجيز لنا تأخيرها في شهر رمضان المبارك ويحرم علينا فعل ذلك في بقية شهور السنة؟!
فإن كانت الحجة في تأخيرها خلال شهر رمضان المبارك هو إتاحة الفرصة للأكل والشرب، فالحجج في غيره من الأشهر أكثر وجاهة، بل هناك من يقول إن من السنة النبوية تأخيرها!
أنا على يقين أن تأخير صلاة العشاء ساعة كاملة سيحقق عددا من المكاسب الاقتصادية والاجتماعية مترتبة على بعضها البعض. أهمها إغلاق الأسواق عند الساعة التاسعة وهو القرار الذي بحت أصواتنا ونحن نطالب به دون أن تجرؤ وزارة العمل على تطبيقه، وحينما عجزت عنه رفعته إلى مجلس الوزراء قبل أيام!
ولك أن تمسك ورقة وقلما وتكتب ما الفوائد التي سنكسبها من قرار كهذا. لتجد أنك أمام عدد هائل من الفوائد، الاجتماعية بالذات!
كونوا على ثقة بأن تأخير صلاة العشاء ساعة عن موعدها في كل مدينة، وإغلاق الأسواق عند التاسعة قراران بسيطان، سيعتادهما الناس بعد شهر من تطبيقهما، كما اعتادوا تغيير الإجازة الأسبوعية. المسألة بحاجة إلى قرار فقط.
الناس بطبيعتهم البشرية يخشون التغيير. ويرهبون الجديد والغريب. من هنا لا يجب أن ترتهن بعض القضايا لقناعاتهم. القرار هو الحل.