جميل أن يكون هناك تنافس بين الفضائيات، خصوصا بعد أن باتت لا تحصى ولا تُعد، إذ أصبح من الصعوبة بمكان أن نجد البرامج التي تروق لنا. لذا كان لزاما على القائمين على تلك الفضائيات البحث عن المواضيع الأكثر سخونة طمعا في جذب أكبر قدر من المشاهدين، وبالتالي جذب المعلن، الذي بدوره أيضا يبحث عن المشاهد.

على مدار الأسابيع الماضية تحول اهتمام كثير من البرامج "التوك شو" وما شابهها عن طرحها المعتاد إلى طرح مواضيع تبدو في ظاهرها تحمل مضمونا ورسالة، ولكن في باطنها تحمل الكثير من اللغط.

من ذلك برنامج "بدرية"، إذ لا يخفى على أحد ما نتج عن حلقة "الغامدي" من ردود أفعال هائجة بين مؤيد ومعارض، بل تحولت إلى معركة استخدم فيها كل ما هو مباح وغير مباح، وقد تزامن أيضا في التوقيت نفسه تقريبا، عرض حلقة لا تقل إثارة للإعلامية ريهام سعيد على قناة النهار تتعلق بالمس والجن، فكلتا الحلقتين تتماسان مع الدين، مما أوجد صخبا شديدا بين أوساط العامة.

ما يثير الدهشة هو معرفة مدى انقسام الرأي الفقهي والمجتمعي حول كلا الموضوعين، بل إنهما يحتلان مساحة لا بأس بها من الجدل الدائر وهذا ليس بجديد.

أنا لا أفترض سوء النية فيمن يقوم بطرح مثل هذه المواضيع التي لا طائل من ورائها سوى البلبلة والإثارة، فقد يكون مرد ذلك هو الافتقار إلى الأفكار الجديدة الجاذبة للمشاهد.

لكننا في مرحلة دقيقة تستدعي منا توخي الحذر في كل ما يطرح لتجنب إثارة الخلافات، ما يقودني إلى سؤال عريض:

هل المراد من وراء طرح مثل هذه المواضيع المزيد من التنوير والتبصر بأمور ديننا، أم المزيد من الجدل والانشقاق والبلبلة؟!