لا شك أن كل سعودي يحلم بالفوز بكأس الأمم الآسيوية التي تفتتح الجمعة المقبلة في استراليا (الاتحاد الآسيوي القادم من قارة اوقيانوسيا)، ويمني النفس برؤية الكأس للمرة الرابعة في المملكة بعد أن هيمن الأخضر بطلا ووصيفا لمدة عشرين عاما على القارة الصفراء اعتبارا من عام 1984 حقق فيها سبقا تاريخيا من الهيمنة لم يحدث لأي منتخب قبله.

الأحلام أمر سهل جدا وشيء متاح، ولكن التنفيذ وتحقيق المنجزات في كرة القدم يخضع لأمور عدة منها الاعداد الجيد والمواهب المهارية والتوفيق والحظ والخطة الاستراتيجية الصحيحة، والمنتخب السعودي يفتقد للكثير من هذه الأمور في الوقت الراهن، لكنه يظل مهما كانت الظروف من كبار آسيا.

اليوم ورغم كل ما حدث ويحدث داخل منظومة كرة القدم السعودية وآخرها جلب مدرب مؤقت لبطولة قارية مهمة تحكي واقع ما يحدث من فوضى وارتجال ليس أمامنا كنقاد ومحبين للصقور إلا دعم المنتخب بكل ما نملك، والتوقف عن النقد حتى نهاية البطولة التي لا يمكن أن تتنبأ بما سيحدث فيها لمنتخبنا فقد نخرج من الدور الأول، وقد نفوز بكأس البطولة.

فنيا الاخضر يمتلك لاعبين مهاريين متى ما تم توظيفهم جيدا فإنهم سيذهبون بعيدا في البطولة التي نحلم بتحقيقها منذ 1996، حتى وهو يعيش ربكة الجوانب الفنية والإدارية بتعدد تغيير المدربين والإداريين المشرفين عليه والاضطراب الذي يعيشه بعض لاعبي الاخضر نتيجة للتعصب الحاد الذي انتشر في كرة القدم السعودية بشكل مزعج وأصبح يهدد استقرار اللاعبين النفسي والفني.

اليوم المنتخب السعودي يخوض هذه البطولة بشكل مختلف عما سبقها من بطولات، حيث تم فصل منصب رئيس الاتحاد الذي ارتبط بالرئيس العام لرعاية الشباب في السابق، أاصبح لدينا اتحاد منتخب بكامل أعضائه، وهذه تجربة ثرية ومهمة لهذا الاتحاد الذي عانى خلال العامين الماضيين من صعوبات مالية وإدارية وإجرائية في عمله، وازدواجية في تعامله مع الأحداث، لكنه اليوم ينتظر أن يحقق كأس البطولة أو يقدم مستويات مذهلة علها تخفف من وطأة الهجوم المتوقع عليه في حال لا سمح الله كانت النتائج مخيبة للآمال.

هي بلا شك فرصة أخيرة لهذا الاتحاد الذي يغادر بعض أعضائه الى استر اليا خلال الأيام المقبلة لحضور فعاليات البطولة لعل وعسى تكون بداية خير مع العام الميلادي الجديد على الاتحاد، وتخفف من الاحتقان الظاهر على أدائه وأداء أعضائه ولجانه، فيما يواصل البعض الآخر اجتماعات "فك الاشتباك" مع الجمعية العمومية بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية، بينما فضل البعض الانزواء بعيدا انتظارا لما قد تؤول اليه الأمور.

برغم كل انتقاداتي السابقة لعمل هذا الاتحاد، أتمنى أن ترمم البطولة الآسيوية الأخطاء الكثيرة في أعماله، وأن يكون الفوز بها منطلقا لعمل أكثر تنظيما ووضوحا والتزاما باللوائح مع يقيني التام بأن الخروج من البطولة والنتائج السيئة سوف تعيدنا للوراء كثيرا، وأنا لا أريد العودة، بل أريد المواصلة لصياغة اتحاد سعودي نموذجي يحقق طموحاتنا وآمالنا الكروية محليا ودوليا.