لم يجد عضو الهيئة الاستشارية بالمجلس الاقتصادي الأعلى الدكتور فهد السلطان، طريقة لتوصيل فكرته الرامية إلى إقناع القيادات العليا والوسطى بوزارة الخارجية بأهمية التفاعل السريع مع المتغيرات لتطوير الأداء، إلا من خلال كشفه لقضية قديمة تعرض خلالها للسرقة في ولاية "هيوستن" الأميركية، وتمت قبل ساعات قليلة من موعد محاضرة كان يفترض أن يقدمها في إحدى الجامعات هناك.
الشاهد في قضية السلطان، أن جهاز "اللاب توب" الذي كان يفترض أن يستعرض المحاضرة خلاله، تمت سرقته ضمن عدة محتويات من داخل منزله، وفي سبيل تجاوز ذلك، هرع إلى أقرب متجر لاقتناء "كمبيوتر محمول" جديد لتجاوز هذه المعضلة وترتيب أفكاره مجددا.
ولفت السلطان إلى أن رحلة اقتناء "اللاب توب" شهدت مفارقة عجيبة، لأنها قربت إليه مفهوم "مجتمع الواي فاي" الذي يفترض أن يكون عليه حال المجتمع، وكانت المفارقة بأنه قام باقتناء كومبيوتر أميركي الصنع لا يعمل إلا من خلال خاصية الواي فاي، من متجر يبيع فيه شخص من الجنسية الباكستانية، وتمت هندسته اللاحقة بالاتصال بمركز خدمة تعمل فيه موظفة فلبينية من منزلها في مانيلا، لافتا إلى أن هذا التعدد يؤكد أن الجميع بات في عالم يعدّ فيه الاستقرار شذوذا والحركة والتغيير هي القاعدة.