الأحوال الداخلية لأنديتنا هذا الموسم تعيش بين أمواج متلاطمة, ورياح عاتية قد تأكل الأخضر والأصفر, ولم تخل أغلبها من أحداث إدارية وفنية تجري على صفيح ساخن فما أن تهدأ أزمة وتطوق وربما تبقى تحت الرماد قابلة للاشتعال في أي لحظة، حتى تنشأ أزمة داخلية في ناد آخر.

وتباينت الأندية من حيث محتوى أزماتها ما بين إدارية وفنية منها ما هو شائق وعالق من الصعب فك طلاسمه, ومنها ما هو عابر أشبه بسحابة صيف, هذا مقدور على حله ولا يحتاج إلى كوادر بشرية أو إلى سياسات إنقاذ مالية, فهو أشبه بالأزمات العابرة التي تمر مر السحاب, لكن جماهيرية النادي وشعبيته تضخمان الأمور في نظر مسؤولي تلك الأندية وهي حالة طيبة لصناعة حدث يشبع نهم المتلقي بما تملي عليه متطلبات المبادئ الصحفية والواجبات الإعلامية.

إلا أن أزمة النصر الحالية لن تكون أزمة طارئة، فالشق أكبر من الرقعة، كما يقول المثل الشعبي, فهو سيعاني كثيرا من أزمته الحالية, ولربما تقذف به خارج أسوار المنافسة وهو ليس في صالح الكرة السعودية التي قد تخسر رئيسا بحجم ومكانة الأمير فيصل بن تركي.

الأزمة الحالية في النصر تتمثل بصورة أكبر في الشيكات مؤجلة الدفع لأغلب عناصر الفريق الكروي الأول من أجهزة فنية ولاعبين, فمع إشراقة كل يوم، تضيق الخانة على رئيس النادي الذي ظل يجدف لوحده بمجداف واحد.

ربما يتنبأ غيري بخسوف كلي للإدارة الحالية في حالة الفشل التام في تطويق الأزمة المالية التي ستخلق أزمة جماهيرية وتجاذب بينها وبين الإدارة الحالية، وهو ما لا يحبذه عقلاء النصر و(الرجل الدبلوماسي) الذي بدأ بحياكة ثوب ناديه بفكر آخر يتواءم مع متطلبات الوقت الراهن من أجل تطوير وتجديد معتقدات فكرية كروية لم تعد من أدوات العصر الحالي الذي أصبح فيه المشجع أكثر وعيا وفكرا.

نأمل أن يفلح النصراويون في لملمة الأطراف، خصوصاً أنه لم يعد هناك مكان للسر في ظل الانفتاح الإعلامي ووصول كل ما يدور في ساحات أنديتنا ومنها نادي النصر، بلا خصوصية.. لكننا نخشى أن يستغل البعض الأوضاع الراهنة ويحولها إلى تكسب إعلامي بدلاً من محاولة إيجاد مشروع لإنقاذ النادي قبل غرقه.