يُحكى أن رجلاً خلقه الله كتوما، لا يبيح بهمومه أو أسراره لأحد، لأنه يعتقد أن ما يكدره هو كفيلٌ بحله دون أن يضايق الآخرين. ويحكى أن امرأة تعودت على "الزن" حتى تحصل على ما تريد! ويحكى أن إرادة الله جمعت بين هاتين الشخصيتين تحت سقف بيتٍ واحد وتزوجا.. فبالله عليكم كيف تتوقعون أن تكون حياتهما معا؟

سألت هذا السؤال لأحد المختصين في علم النفس واستشرته في تكرار مثل هذه الوضعية مع الكثيرين كالأصحاب والأحباب، بل وحتى مع بعض القصص في مواقع التواصل الاجتماعي. فقال لي ببساطة: لأن الرجل لا يفهم المرأة والعكس صحيح! طلبت توضيحاً أدق فشرح لي كيف أن المرأة (عادةً) تهتم بكل التفاصيل ودقيقة في الملاحظة بعكس الرجل، وأكد لي أن الرجل بإمكانه أن يُطوع المرأة كالعلكة تحت أسنانه بلسانه!

وبين فلسفة المنظرين أمثال هذا المختص وضغوط الحياة، وعدم فهمها، يزداد الطلاق وتتنافر الأطراف، وتصبح العلاقة بين الجنسين كجبهتي حرب مشتعلة بإطلاق الذخائر ما بين (ركبة سوداء) هكذا يصفها و(أبو سروال وفنيلة) هكذا تصفه!

مشكلتنا في هذا الزمان أن باستطاعة الجميع القراءة في كتب علم النفس أو حتى كيفية التعامل مع أنماط الشخصيات لكن تبقى المعضلة الكبرى في التطبيق، فرغم كل هذه العلوم والكتب وزيادة الوعي (المفترض) زادت نسب الطلاق بشكلٍ مخيف وأضحت زيادة أعداد المطلقات أمراً اعتيادياً للأسف. عموما سألت كهلاً عن هذا الموضوع فقال لي درراً سأسردها لكم، حيث قال:

"الرجل الحقيقي هو اللي يتحمل (الولية) وهو اللي يودي ويجيب في العصرية، وهو المسؤول عن المصروف والسفر في الصيفية، ولو ما عمل كده حتكون ست البيت (نكدية) و(الحُرمة) النكدية زي الملح في المهلبية"!

وسلامتكم.