على الرغم مما يتعرض له الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، من انتقادات شديدة داخل جهاز الهيئة وخارجه، بسبب جهوده في تطوير الهيئة وإصلاحها، إلا أن ذلك لن يثنيه عن الاستمرار في صيانة هذا الجهاز، حتى يعود إلى رشده ويتحلى بالاعتدال في معالجة القضايا، التي نتجت عن الأفكار المتشددة التي شكلت انتهاكا للحقوق الفردية، وسطوة على الحريات وكانت كفيلة بتدخل جذري يعيد تشكيلها لتتماشى مع وسطية المجتمع واعتداله.

وعلى الرغم من أن تلك الخطوات التطويرية لم تَرُقْ للكثير ممن يقتاتون على النهج المتشدد إلا أنهم لن يشكلوا قلقا أو إعاقة لسير تلك الخطوات في سبيل الإصلاح.

المنهج السليم في مسار جهاز الهيئة لن يتحقق إلا بمشروع توعوي يطال جميع منسوبيها، وتحديث قياداتها بذوي الرؤية الوسطية المعتدلة، أو تطويرها وعدم السير بها بعقلية العقود الماضية، فالمجتمع يشهد اليوم نهضة تنويرية تحفظ للجميع الدور والوجود والقيمة، ولا يعني ذلك سوء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأكملها، ولكننا نؤمن أن الخطأ في هذا الجهاز مهما كان حجمه يكلف الكثير ويطال في ضرره الدين بنهجه الوسطي، وتشويه صورة المجتمع الذي كفل للجميع الحقوق والحريات، ولعل أبرز الإشكالات التي يقع فيها البعض من رجال الهيئة، ، هو تقديم مكافحة المنكر على الأمر بالمعروف، وهذا يكشف غياب جانب التوجيه والنصح في معالجة القضايا، والتعامل معها بطريقة خاطئة وتهورية، وهنا تصبح النتائج عكسية وفي كثير منها كارثية.

في النهاية، نحن نبارك مشروع آل الشيخ لصيانة جهاز الهيئة وإصلاحه، حتى يتماشى مع النهج الوسطي المعتدل.