يشهد المتابعون والمراقبون "المتعاكظون" منذ ثلاث سنوات: أن "سوق عكاظ" تسير من حسنٍ إلى أحسن بخطواتٍ حثيثة، بل إنها تكاد تطير؛ محاولة الاقتراب من همة "خالد الفيصل"، وطموحه في تقليص هوة زمنية مقدارها ألف عامٍ، فقدنا خلالها غريزة الاحتفال، وصناعة البهجة في أكثر مناسباتنا فرحاً وتفاؤلاً!
أما ما لابد أن يقع من هفواتٍ بشرية، سببها الحرص الصادق على بلوغ الكمال في التنظيم، فربما يأتي التاريخ ـ الذي لايظلم ولايرحم ـ ليقول لنا بعد ألف عكاظٍ من الآن: إنها من تقاليدنا العريقة في كثيرٍ من المهرجانات الوطنية، أو الإقليمية، التي يجب على أبنائنا في ذلك الزمن إحياءها وتفعيلها، بعد نفض الغبار عنها، وتحقيقها بالوثائق، والأحافير، والدراسات التاريخية والآثارية المكثفة!
ولعل أعرق تلك التقاليد ـ بلا منافس ـ هو: الربكة التي تحرص "خطوط النسخ والرقعة الجوية العربية السعودية" على تلويـ(...) كل مناسباتنا بها! واختلف المحققون فيما بين القوسين: هل هي "نون" أم "ثاء"؟ ورجَّح "عادل إمام" أنها: "سووو..."! واختلف المحققون من جديد: هل هي "نون" أم "همزة"؟ فرجّح الدكتور/ "زاهي حواس" ـ رئيس هيئة الآثار المصرية ـ أنها: "همزة"! ولكن الباحث السعودي القدير/ "عبدالله الشايع عشرطعش" ـ حفيد "الشايع الأول"، الذي حدَّد موقع "سوق عكاظ"، منذ ألف سنة لاتنسوا ـ لم يستطع حسم ما إن كانت همزة "نجدية" فصحى؛ فتكون الكلمة: "نوووء"، معرَّبةً عن الإنجليزية (No) المفردة الأكثر استخداماً لدى موظفي "النسخ والرقعة"؛ إجابة على السؤال العريق: هل من حجز لو سمحت؟ أم إنها "همزة مصرية حواسية"، فتكون الكلمة: "نوووق"، أي: جمع "ناقة"، الوسيلة التي اقترح أستاذنا/ "حمد القاضي" اعتمادها لتعيدنا إلى عصر "النابغة" العكاظي الجاهلي؟
وتأتي في المرتبة الأولى "مكرر" من تقاليدنا العريقة: اللخبطة في استقبال الضيوف! فيهبط ـ مثلاً شروداً يعني ـ المدعوَّان: "محمد صادق دياب العشرطعش برضو"، و"الأخ/ أنا" ـ "ماغيره" من رحمة الله بعباده ـ فيجد الأخير ثلاثة حجوزات معدة له في فندقين وشقة مفروشة؛ خمسَ، وأربعَ، وثلاثَ "نجوم" على التوالي؛ لانتمائه لثلاث جهات مختلفة اختلافاً لا تنسيق فيه: الصحيفة، والتلفزيون، و"جمس" المسرحيين! بينما يجد "العمدة" نفسه في "فيلاَّ" ذات "خمس نجوم الظهر"! بلا ماء، ولا ثلاجة، ولا حتى "قربة" مخروقة؛ إحياءً لعكاظ "النابغة"!
وسيكون "عبدالله الشايع عشرطعش" ـ بعد ألف عكاظٍ لاتنسوا ـ قد حدد موقع السوق على كوكب "المشتري"! ليس لأن أحفادنا تطوروا مع الهمة "الفيصلية"؛ بل لأن "الطائف" قد اندثرت تحت أكوام النفايات البلاستيكية، وحطام الزجاج التي "تلوث" ـ قولاً واحداً ـ المتنـزهات والمواقع السياحية منذ الآن! أما بقايا المخطوطات الجدارية المنتشرة في كل "الطائف"؛ فسيجدها دليلاً قاطعاً على أن مستشفى "شهار" كان بلا أسوار!!