دائما أحاول التفاؤل بأن القادم أحسن، رغم أني مطلع كل عام لا أرى "أحسن"، إلا الشيء اليسير!

وبما أننا في بداية عام جديد، يمكن أن نقرأ "سيرة التغيير" في مؤسسات الدولة، لنعرف من عمل، ولنبحث عن دوافع التفاؤل، لكن الحقيقة أن القراءة مطلع هذا العالم لا تختلف كثيرا عن مطلع العام الماضي:

• وزارة التربية والتعليم، تشعرك أنها تسمع صدى الصوت، وترى كل شيء، ونسمع منها قرارات ضخمة ونرى منها خطوات إصلاحية كبيرة، لكن رضا الناس عن "التعليم" يحتاج إلى نتائج، والنتائج تحتاج إلى صبر ووقت، لذلك أنا متفائل أن "التربية" ستتخلص من عقباتها ومن صناع تلك العقبات، وستجري الدماء الشابة فيها، وسيرتفع مستوى "التعليم".

• وزارة الصحة لم تكسب أي رضا من المرضى وأهليهم، رغم كثرة التغييرات فيها، وليس لنا إلا انتظار نتائج التغييرات الأخيرة، ومع ذلك هي بحاجة أكثر منا إلى المكاشفة والمصارحة، لتدرك حجم السخط عليها وعلى خدماتها التي تسابق سوق الأسهم هبوطا!

• قلت العام الماضي إن وزارة التعليم العالي، نجحت فقط في رفع عدد الجامعات، لكن معظم جامعاتها لم تستطع أن تكون "جامعات" فما تزال أشبه بـ"الثانويات"، بمبانيها وأدائها العلمي، وهذا العام أزيد بأن "بعض" معلمي الثانويات أفضل من كثير من أعضاء هيئات تدريس الجامعات، في المستوى العلمي والأداء والتعامل مع الطلاب!

• وزارة التخطيط والاقتصاد كانت وما زالت تغط في سبات عميق!

• وزارة الزراعة نجحت في محاربة "الاحتطاب" وفشلت في إقناع الناس بأن الإبل تنقل "كورونا"!

• وزارة النقل، كانت وما زالت تهمل طرق الشمال والجنوب التي تحصد الأرواح، فحتى اليوم رغم تعاقب الميزانيات الضخمة التي تخصصها الدولة لها، لا يزال طريق الشمال يسمع بأن بعض أشقائه في المناطق الوسطى تحول إلى طرق "سريعة" وهو لا يزال تحت بند "تحويلة صيانة"!

• وزارة الإسكان، ستدخل موسوعة "جينيس" بالأكثر تصريحا والأقل إنتاجا!

• المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني تواصل نفخ بالون "البطالة".

• هيئة الإذاعة والتلفزيون ميدان الهدر المالي.

• أغلب الأندية الأدبية بلا ثقافة، والبقية بلا مثقفين.

في موسم الحصاد يحتاج "بعض" المسؤولين قراءة الماضي أكثر من استشراف المستقبل؛ لأنه ما يزال يدور حول نفسه من فوق كرسي كان دوارا فأصبح "جامدا"، وبعضهم لا يحتاج الالتفات إلى الماضي؛ لأنه سيشغله عن الإسراع في طريق المستقبل.

لكننا نحتاج منه أن يقرأ ماضيه ليرفع مستوى العطاء وينافس نفسه.